ghazzaa إدارة المنتــدى
عدد المساهمات : 1056 النشاط : 29 تاريخ التسجيل : 19/07/2011
| موضوع: على هامش زيارة قائد السبسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية 2011-10-09, 06:59 | |
| على هامش زيارة قائد السبسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية تونس الجديدة.. ومقتضيات الحكم الديمقراطي انتهت أمس زيارة العمل الرسمية التي أداها السيد الباجي قائد السبسي الى الولايات المتحدة الأمريكية... وما من شك أن الذهاب الى أمريكا لا يمثل -بالنسبة لأي رجل دولة في المطلق- مجرد سياحة وانما هو -في الغالب- موعد مع "غصرات" متعددة ومتنوعة... فهو -من ناحية- مجموعة لقاءات عمل جدية وغير مضمونة النتائج -حتى لا نقول العواقب- مع مسؤولين سياسيين وأمنيين كبار في دولة كبيرة هم مطلعون على "كل شيء" -تقريبا- بما في ذلك السيرة الذاتية -نعم الذاتية- للضيف... وهو أيضا عملية تعاط مباشر وبالمكشوف مع شخصيات عامة مؤثرة ورموز فاعلة تمتلك القرار في مؤسسات ومنظمات كبيرة رسمية ومستقلة (سياسية ومالية وحقوقية) لا يضيرهم في شيء أن يواجهوا مخاطبهم (بفتح الطاء) بما يعرفون عن حقيقة الأوضاع السياسية والاقتصادية في بلده بمنطق وحيد هو منطق المعطيات والأرقام... وهو -من ناحية أخرى، وهذا هو الأشد وقعا، ربما- موعد مربك مع آلة اعلامية حرة ورهيبة يهمها فقط أن تحافظ على مصداقيتها في نظر الرأي العام الأمريكي والدولي... لذلك تراها تبحث أكثر ما تبحث وهي تتناول بالتحليل أو المتابعة حدث الزيارة (هذا اذا ماقدرت أنها بالفعل "حدث" يستحق المتابعة) عن كل ما هو حقيقة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية لبلد الزائر -من جهة- وكذلك عن شخصه ونظام حكمه -من جهة أخرى-... لذلك قد يصح القول -هنا- أن نجاح أية زيارة يؤديها رجل دولة ما الى الولايات المتحدة الأمريكية انما يعكسه -أكثر ما يعكسه- "الأسلوب" و"اللغة" اللذين تعاطت بهما وسائل الاعلام الأمريكية بمختلف أنواعها مع شخصه -من جهة- ومع حدث زيارته -من جهة أخرى-... والحقيقة، أن السيد الباجي قائد السبسي الذي وقع استقباله -أمريكيا- خلال الأيام الثلاثة الماضية بصفته رئيسا للحكومة الانتقالية في تونس ما بعد الثورة كان منتظرا أن يلقى ذلك الاهتمام السياسي والاعلامي -لافقط- لأنه قادم لتوه من بلد "ثوري" بمفهوم جديد -معنى ودلالة- وانما أيضا لأنه رجل دولة وديبلوماسي يملك "سيرة ذاتية" تفرض الاحترام... فهذا السياسي المحنك والنظيف خريج "المدرسة البورقيبية" لا يشبه في شيء المجرم بن علي -مثلا- الذي تجاهلت بالكامل وسائل الاعلام الأمريكية زيارته الغبية الى أمريكا بصفته رئيس دولة، ولقاءه بالرئيس أوباما وهو اللقاء الذي كان بلا معنى تقريبا... كبريات الصحف الأمريكية مثل "نيويورك تايمز" و"الواشنطن بوست" التي تجاهلت في وقت من الأوقات زيارة الديكتاتور بن علي كتبت هذه المرة عن زيارة الباجي قائد السبسي وسعت الى محاورته ونقلت الى الرأي العام الأمريكي أقواله لأنها قدرت -من جهة- أنه رجل لديه ما يقول... ولأنها -من جهة أخرى- تعرف من هو الباجي قائد السبسي... تماما مثلما تعرف من هو بن علي... نقول هذا وليس في نيتنا امتداح الرجل ولا الزيارة -كما قد يتبادر الى الذهن- فهذا ليس دورنا، وانما نقوله من أجل التعليق على كلمة قالها السيد الباجي قائد السبسي في سياق حديــــــث خص به صحيفة "واشنطن بوست"... كلمة بدت لنا "مكابرة" -نسبيا- وغير واقعية وتقفز على حقيقة قائمة... قال لصحيفة "واشنطن بوست" معلقا على ما أعلنته مؤسسة "تحدي الألفية" وهي احدى كبرى وكالات المساعدات الأمريكية الدولية من أن تونس مؤهلة فقط للحصول على اعانات تتراوح قيمتها بين 10 و20 مليون دولار وليس على مساعدات بقيمة 200 مليون دولار وكذلك على ما صرحت به نائبة رئيس شؤون السياسات والعلاقات الدولية بهذه المؤسسة من أن بلادنا لا تزال "غير مستجيبة لمقتضيات الحكم الديمقراطي"... قال أن هذا "خبر غير سار"... نحن نقول: أجل، هو خبر غير سار (يا سيادة الوزير -ولكنه ليس سلبيا تماما ولا يجب أن يفل من عزائمنا... فالتجربة الديمقراطية الوليدة في تونس لا تزال في مرحلة التأسيس وبلادنا اليوم هي بالفعل "لا تستجيب لمقتضيات الحكم الديمقراطي"... فهناك حالة طوارئ معلنة والعمل بالدستور معلق -على سبيل الذكر لا الحصر- وليس هناك مؤسسات دستورية ومجالس شرعية منتخبة... لذلك فان قول السيدة شايلا هيرلينغ نائبة رئيس شؤون السياسات والعلاقات الدولية بمؤسسة "تحدي الألفية" لا يجب أن يجعلنا نحزن أو حتى نتضايق بل يجب أن يكون دافعا لنا من أجل المواصلة على طريق التعددية واقامة النظام السياسي الذي "يستجيب لمقتضيات الحكم الديمقراطي
الصباح". | |
|