صفــاقس-جبنيانة: أهالي «بطرية» يطالبون بحماية الآثار والأراضي الدولية الساحلية .
تشهد قرية بطرية من معتمدية جبنيانة في الفترة الأخيرة احتجاجات متواصلة من طرف الأهالي مطالبين بحماية الآثار من النهب والسرقة والإسراع بحل المشكل العقاري للأراضي التابعة للمنطقة الأثرية وتحديد الأراضي الدولية الساحلية.
ويخشى الأهالي محاولة بعض الأطراف في الفترة الأخيرة استغلال الفراغ الأمني لسرقة آثار بطرية وهم يناشدون الجهات المعنية ضرورة التدخل الحازم والسريع لحماية الثروة الوطنية من أيدي العابثين.
خلال الحفريات التي أقيمت في التسعينات وقع اكتشاف عدة لوحات فسيفسائية هي الأقدم في البلاد التونسية حيث تم تخصيص قاعة لها بمتحف باردو ومن أهمها لوحة الإله ديونوزيوس وقوس النصر للإله نبتون ولوحة جراد البحر وهو ما يقيم الدليل على الأهمية البالغة لهذه اللوحات الفسيفسائية إضافة إلى العثور على تماثيل وحمامات ووحدات أثرية ذات قيمة تاريخية.
كما يشتكي الجميع من رفض الجهات المختصة خلال عهد الرئيس المخلوع النظر في المشكل العقاري إذ تم منعهم من بيع وحرث واستغلال أراضيهم بدعوى أنها على ذمة إدارة التراث فالحفريات توقفت منذ زمن بعيد وازدادت معها معاناة الأهالي أكثر من اللازم وطال انتظارهم خاصة وأنهم في حاجة ماسة إلى معرفة مصير أراضيهم حتى يتمكن أصحابها من استغلالها والاستفادة من عائداتها المادية.
من ناحية أخرى عاد موضوع الأراضي الدولية الممتدة على عدة كلمترات من ساحل البحر ليطفو من جديد. وفي هذا السياق أفادنا الأهالي أن بعض الأطراف المقربة من حزب التجمع المنحل سعت سنة 2008 إلى الإستحوذ على هذه الأراضي بالدينار الرمزي تحت غطاء الاستثمار بمعتمدية جبنيانة.
وقد احتج أبناء قرية بطرية على هذه الممارسات المشبوهة وتحول الموضوع في الأثناء إلى قضية رأي عام بالجهة مما دفع بأحد أبناء جبنيانة المهاجرين بدولة إفريقية والغيورين على الجهة إلى إثارة هذه المسألة على نطاق سياسي واسع وأجبر أصحاب النوايا الخبيثة على التوقف عن إتمام عملية السرقة التي نسجت خيوطها بعض الأطراف المختصة في سرقة الأراضي الدولية .
جعفــر الخمـاري