وفي جبنيانة يرى سامي بلحاج (معلم) انه « من حق الشعب التونسي أن يعلن تخوفاته على مستقبل الديمقراطية بالبلاد نظرا للتجاوزات التي صدرت من أطراف مختلفة مثلت تهديدا صارخا للحريات الشخصية و حياة المواطنين في حين مازالت الإصلاحات الهيكلية الاقتصادية والاجتماعية معلقة على رفوف مكاتب الوزارات.
هذا الرأي يشاطره فيه الشاب عبد الرؤوف الغالي (مهاجر بألمانيا) الذي أكد «أن التونسيين بالخارج ضاقوا ذرعا بخطابات النظام النوفمبري الجوفاء و هم يخشون من تواصل سياسة ازدواجية الخطاب لدى الحكومة المؤقتة ، فالمهاجرون يأملون أن تنتهج الدولة أسلوبا حضاريا في تعاملها مع ملف الهجرة، وأن «تقتلع»حقوق أبنائها خاصة من الدول الأوروبية». وفي المقابل كان الشاب توفيق اللافي (مهاجر بفرنسا )متحمسا لنجاح الثورة بقوله «قضيت أكثر من 15 سنة في الهجرة و الآن أطمح إلى إقامة مشروع اقتصادي بتونس غير أني مازلت متخوفا من قدرة الحكومة على تحقيق أهداف الثورة فالممارسات يبدو أنها لم تتغير خاصة في الأوساط التي تسدي خدمات للمواطنين المهاجرين».
كما اعتبر حسن الغرسي (موظف) «أن الوطن يحتاج إلى فترة زمنية معينة حتى يجني ثمار الثورة منددا بتنامي ظاهرة الإضرابات و الاعتصامات التي تهدف إلى عرقلة الاقتصاد، وزعزعة أمن البلاد مضيفا انه لا بد أن نمنح الحكومة الوقت الكافي للقيام بالإصلاحات والبرامج المعلن عنها، ومؤكدا أن البلاد قد خرجت من عنق الزجاجة و تجاوزت بعد انتخابات التأسيسي المرحلة العسيرة.
السيد حمادي عبد الله (أستاذ تاريخ) قال « كل ثورة تؤدي إلى تغيير عميق للخصائص الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية للمجتمع لا بد أن تواجه ثورة مضادة أو حرب ردة حيث تنشط القوى الرجعية من أجل الجذب إلى الوراء وهذا ما تشهده البلاد وهي مسألة منطقية جدا من وجهة نظر تاريخية باعتبار أن الثورة قد أفرزت جدلا بين الفئة الحاكمة التي أزاحتها و القوى التي عوضتها في قيادة الشأن العام .
جعفر الخماري
alchourouk