يعاني المستشفى الجهوي بجبنيانة من تدهور الخدمات الصحية نتيجة النقص الكبير في الإطار الطبي وغياب التجهيزات المتطورة، ويشتكي المرضى ـ خاصة من النساء ـ من سوء المعاملة.
وقد ارتقى المستشفى المحلي بجبنيانة إلى مستشفى جهوي منذ منتصف تسعينات القرن الماضي ويسدي خدماته لسكان ثلاث معتمديات هي جبنيانة والعامرة و الحنشة والتي يقطنها حوالي 200 ألف نسمة ’ ورغم تزايد عدد الزائرين لهذا المستشفى إلا أن الخدمات مازالت متدهورة. العيادة الخارجية ـ التي تضم قسم الأطفال ـ تتميز بضيق فضائها و الاكتظاظ الشديد الذي يزيد من معاناة المرضى نتيجة النقص الحاد في الإطار الطبي خاصة طب الاختصاص ’ ونادرا ما يتجاوز عدد الأطباء طبيبا واحدا في الاختصاصات التالية (طب العيون والأسنان والكلى والجلدية والجهاز التنفسي والمجاري البولية...) وما يثير الاستغراب ويكشف عن عمق المأساة ما يعانيه مرضى القلب ـ وهو المرض الذي يحتاج إلى عناية و متابعة دقيقة جدا ـ حيث يزور العيادة الخارجية طبيب واحد مرة كل 15 يوما وتنعدم خدمة التصوير الطبي حيث تتم إحالة المرضى للمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة رغم أن مصادرنا تقر بوجود آلة تصوير écographie.
كلفت ميزانية المستشفى الجهوي بجبنيانة ما يناهز 600 ألف دينار و يثير عدم استعمالها أكثر من نقطة استفهام و يفتقر قسم الجراحة العامة للعدد الكافي من الإطار الطبي و الشبه طبي الذي لا يستجيب للحاجيات المتزايدة للسكان ( 3 أطباء فقط و 15 سريرا) كما يشكو من النقص الحاد في التجهيزات ورغم ذلك يحتضن هذا القسم النساء بعد كل عملية ولادة سواء كانت قيصرية أو عادية و هو ما يؤكد التداخل بين قسم الجراحة العامة و قسم التوليد .
ومن غرائب الأمور أن قسم النساء لا يسدي خدماته للمرضى إلا بعد أن ينهي الإطار الطبي مهامه من قسم التوليد و يتنقل للعمل بهذا القسم ( إذ يضم هذا القسم ثلاثة أطباء أحدهم متعاقد في حالة مباشرة لعمله بعيادته الخاصة ). و يشهد قسم الاستعجالي اعتداءات متكررة من رواده و هي ردة فعل طبيعية على بطء عمليات الإسعاف الأولية الناتجة عن قلة الإطار الطبي و النقص في التجهيزات كما يفتقر هذا القسم إلى وحدة إسعاف استعجالية متنقلة.
ويشتكي أصحاب الأمراض المزمنة من غياب الأدوية ويعجز هؤلاء عن توفيرها لقلة ذات اليد وتزداد معاناتهم اليومية عندما يضطر هؤلاء إلى تخصيص نسبة هامة من ميزانية الأسرة لنفقات العلاج. ومن ناحية أخرى قررت إدارة المستشفى عدم تمكين النساء من آلة منع الحمل منذ عدة أشهر لأسباب لم يتم الكشف عنها ( لدينا قائمة بأسماء نساء في ذلك).
«الشروق» تتلقى بصفة دورية حكايات تتحدث عن سوء معاملة العاملين بالمستشفى للمرضى حيث يعاني الشيوخ من طول فترة الانتظار و عدم تمكينهم من كامل الدواء رغم توفره خاصة دواء الأمراض المزمنة.
جعفــر الخ
جعفر الخماري
alchourouk