[
من بين 25 ألف تونسي غادروا خلسة 13 ألف حارق تحصلوا على الاقامة.. و3380 رُحلوا
عرفت
بلادنا منذ الأيام الأولى للنصف الثاني من شهر جانفي اجتياز عدد كبير من
التونسيين خلسة باتجاه السواحل الايطالية ومع مرور الأيام وصل عدد
«الحارقين» حوالي 25 ألفا من جميع جهات الجمهورية إضافة لعدد كبير من
الأفارقة الذين شاركوا بدورهم في رحلات "ركوب الموت"
ولئن
استقبلت جزيرة لمبادوزا عددا كبيرا من الوافدين من الجهة الجنوبية للبحر
الأبيض المتوسط فإن مدنا ايطالية وأوروبية كانت في استقبال فئات عمرية
مختلفة من التونسيين.
حارقون "لم يصلوا برّ الأمان!
رغم
صعوبة الظروف المناخية فإن عددا كبيرا قد عرف النجاح في الوصول الى
اليابسة بعد رحلات محفوفة بالمخاطر ومجهولة العواقب إلا أن البحر أبى ألا
أن يقف سدا منيعا أمام حوالي 850 حارقا ويمنعهم من الوصول الى جزيرة
لمبدوزا.. وهو ما أكدته الأبحاث التي أجريت لمدّة طويلة حيث تبين أنّ لا أثر لهذه المجموعة بكامل التراب الايطالي وكذلك الدول الأوروبية المجاورة لها.
13 ألف حارق تحصلوا على بطاقات الاقامة
مجهودات
كبيرة قامت بها السلط التونسية طوال الفترة الماضية بعد تدفق عدد كبير من
الحارقين وقد تم في هذا الصدد تمكين 665 من التونسين من جوازات سفر
وإعفائهم من دفع معلوم الطابع الجبائي (35 أورو ما يعادل 70 دينارا تونسيا)
ما جعل عدد الذين تحصلوا على أوراق الإقامة والعمل بالتراب الايطالي يصل
الى حدود 13 ألف حارق وتتم تسوية وضعياتهم.
هويات مجهولة
وباعتبار
أن عدد الحارقين قد فاق كل التوقعات نظرا لما عاشته البلاد منذ بداية سنة
2011 فإن عمليات الجرد التي قامت بها السلط كشفت عن عدد هائل من الذين لم
يتم التعرف على هوياتهم الحقيقية وهذا العدد قد فاق 7 الاف حارق وذلك بسببب
إدلائهم بهويات مزيفة.
اتفاقية 4 أفريل 2011... وعمليات الترحيل
من
جهتها قامت السلط الايطالية بترحيل 2980 حارقا تونسيا من يوم 28 أفريل الى
14 نوفمبر وقد اشتكى عدد كبير من المرحلين من سوء معاملة السلط الايطالية
لهم.
أما
في الجهة الجنوبية لايطاليا.. ونعني بها صقلية فإن حوالي 400 تونسي قد
خيّروا العودة الى ارض الوطن عن طواعية بعد ان تم توفير بطاقات عبور وتذاكر
سفر عبر عدة مواني بالرمو. ترابني. أما بالشمال الايطالي فإن السلط
التونسية قد تمكنت الى حدود أواخر شهر أوت من تسليم 600 جواز سفر + الطابع
الجبائي. كما وفرت لكل الراغبين في العودة تلقائيا أو الذين سيتم ترحيلهم
من بطاقات عبور وتذاكر سفر لحوالي 600 تونسي كما شهدت مدينة جنوة وفاة شاب
تونسي (22 سنة) إثر تعرضه لحادث مرور كما عرفت إحدى مدن الشمال وفاة شابين
غرقا بوادي أثناء السباحة خلال الربيع الماضي ووفاة شابين إثر حادث مرور
ببالارمو.
إدماج الأطفال بمراكز الايواء
خلافا
لما تعرّض له عديد الشبان بالتراب الايطالي فإن التونسيين القصر قد وجدوا
الرعاية والعناية اللازمة إذ تم ايواء 12 طفلا بمراكز ايواء موضوعة للغرض
لإدماجهم وتلقينهم اللغة الايطالية وتكوينهم في حرف تساعدهم في قادم الأيام
على الاندماج بالمجتمع الايطالي.
السلط
الايطالية كانت حريصة على فرض الأمن داخل ترابها وصارمة في تطبيق القانون
لذلك فإنها أسرعت بترحيل 11 شابا تونسيا دفعة واحدة بعد مشاركتهم في إحداث
الفوضى وبث الشغب خصوصا أن الاتفاق المبرم بين السلط التونسية والسلط
الايطالية بتاريخ 4 أفريل 2011 يسمح لهذه الأخيرة باتخاذ كل الاجراءات
اللازمة وتطبيق كل القوانين المعمول بها داخل التراب الايطالي.
غرسل بن عبد العفو
الصباح الاسبوعي
[