التعليم الفنلندي.. ارتضى أبسط وأقصر الطرق فوصل إلى القمة أقل ساعات دراسة ولا دروس خصوصية والمعلم يحمل «الماجستير» أقل ساعات دراسة ولا دروس خصوصية والمعلم يحمل «الماجستير»
منذ سنوات معدودة، أصبحت فنلندا مثالاً يحتذى بين جميع بلدان
العالم، في كيفية بناء نظام تعليمي فائق الفعالية، بأقل عدد من أيام وساعات
الدوام المدرسي السنوية.
وتربع هذا البلد الإسكندنافي على عرش العالم في كفاءة النظام التربوي
وفقاً لآخر تقييمين أجريا عامي 2003 و2006، من قبل منظمة التعاون الاقتصادي
والتنمية، لقياس كفاءة طلبة المدارس بعمر 15 سنة، بواسطة اختبار بدأ العمل
به عام 2000، ويجرى مرة كل ثلاث سنوات، ويحمل اسم «برنامج تقييم الطلاب
العالمي».
يقيس البرنامج كفاءة الطلبة في المجالات المختلفة مثل تعلم القراءة
والرياضيات والعلوم، ويستنتج منها الكفاءة العامة لطلبة كل بلد يجري فيه
الاختبار، وقد حصل طلبة فنلندا على المرتبة الأولى في القراءة والعلوم
والمرتبة الثانية في الرياضيات بعد كوريا الجنوبية.
وبدرجات عالية ليس من السهل على أي بلد الحصول عليها. ولعل أهم
المواصفات الإيجابية في نتائج فنلندا هو تجانسها، أو الوصول إليها من كفاءة
مرتفعة لدى جميع الطلبة، وليس بسبب ارتفاع درجات بعض الطلبة المتميزين.
ويقول كثير من التربويين في جميع أنحاء العالم، إنهم تواقون لمعرفة كيف
طور الفنلنديون نظامهم التربوي بهذه الفعالية، والاستفادة من خبرتهم في هذا
المجال.
2% رسوبلعله من المفيد هنا، ذكر بعض مواصفات النظام التربوي الفنلندي التي وصلت به إلى هذه المنزلة الرفيعة:
التعليم في فنلندا مجاني في جميع المراحل بما فيها الجامعية.
التعليم إجباري في فنلندا للصفوف التسعة الأولى من مدارس التعليم التي يدخلها الأطفال الفنلنديون عندما يبلغون السابعة من عمرهم.
نسبة التهرب من التعليم الإجباري في فنلندا لا تتجاوز 0.5%.
نسبة الرسوب في الصف في فنلندا تساوي 2% فقط.
الفرق في المستوى بين المدارس بسيط جداً.
عدد أيام الدوام المدرسي 190 يوماً في العام الدراسي، وعدد ساعات الدراسة اليومية من 4 إلى 7 ساعات.
تعطى واجبات مدرسية معتدلة في المدارس الفنلندية، ولا توجد دروس خصوصية بعد المدرسة.
تستخدم طريقة خاصة في كل درس تقريباً لمساعدة أولئك الذين يجدون صعوبة في موضوع معين، وهي إحضار مدرس إضافي لمساعدة هؤلاء الطلبة.
يبقى جميع الطلبة في الصف نفسه مهما كانت قدرتهم مختلفة في موضوع الدراسة.
مرتكزات التفوقووفقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تعتبر فنلندا الأولى بين دول
العالم المتقدمة من حيث قلة عدد الساعات التي يقضيها الطالب في غرفة الصف.
وذلك يعكس أحد أهم الأفكار التي يقوم عليها نظام التربية الفنلندي.
وتقوم الفكرة الثانية على مبدأ المدرسة الواحدة للتعليم الابتدائي
والثانوي، بحيث لا يضطر الطالب لتغيير المدرسة عندما يبلغ الثالثة عشرة من
العمر، وهذا يجنبه المرور بفترة انتقالية يحتمل أن تكون مربكة عند انتقاله
من مدرسة إلى أخرى.
أما الفكرة الثالثة فتنص على أن يبدأ الطفل مرحلة التعليم في سن
السابعة، ممضياً سنوات الروضة بنظام خاص لا يوجد فيها تعليم مباشر، وتقوم
فلسفة ذلك على أن الصغار يكتسبون المعرفة بشكل أفضل عن طريق اللعب. وأنه
عندما يدخل الطفل إلى المدرسة، يكون تواقاً لبدء مرحلة التعلم النظامية.
وتقوم الفكرة الرابعة على مبدأ أن كل طالب لديه شيء ما ليساهم به في
التعليم، وأنه يجب عدم ترك الطلبة الذين يعانون صعوبة في بعض المواضيع خلف
زملائهم، بل توفير الوسائل التي تساعد على إبقائهم في نفس المستوى مع بقية
زملائهم.
أما الفكرة الخامسة فتقول إن معلم أي صف مدرسي يجب أن يكون مؤهلاً
جامعياً وحاصلاً على درجة الماجستير. وهذا يعني أن كفاءة التعليم لا تتحقق
بدون مدرس كفء. وتعتبر مهنة التدريس وفقاً لهذه المقاييس مهنة محترمة،
وينال المدرسون التقدير لأن مقاييس التعليم عالية.
وتعتمد الفكرة السادسة للنظام التربوي الفنلندي على أن الطلبة يجب أن
يتعلموا في وضع مريح وجو يسهل فيه انتقال المعرفة. ويساعد على ذلك تجانس
المجتمع الفنلندي وقلة الأجانب، مما يجعل الطلبة يتعلمون جميعاً تقريباً
بلغتهم الأم دون عقبات من النواحي اللغوية. كما يساعد على ذلك غياب السياسة
عن الجو المدرسي، مما يجعل الجميع متكافئين ولا يسمح بترك أي طالب في حالة
تخلف عن الآخرين.
لا اختباراتوفي فنلندا لا توجد اختبارات عامة للطلبة خلال السنوات التسع الأولى،
فيما يتم تقييم الأداء بناءً على اختيار 10% من كل شريحة عمرية لإجراء
الاختبارات عليها، وتحتفظ المدارس بالنتائج بكل سرية. وبعد السنة الخامسة
لا يسمح قانونياً بوضع درجات للطلبة، ولا يسمح بالمقارنة بينهم. فالمعلمون
يضعون اختباراتهم الخاصة.
ولا يأخذونها من مؤسسات خارج المدرسة. ولا تقارن المدارس مع بعضها، حيث
تبقى النتائج سرية حتى يطلبها مجلس التعليم الوطني لغرض تحسين التعليم.
وتحتسب نتائج الاختبارات في التعليم الثانوي والمهني، بصيغة أن 5% متفوقون
و5% في النسبة الدنيا، والقطاع الذي بينهما هو المتوسط، وتستخدم هذه
النتائج لدخول الجامعات، وعليها يحدد دخول الطلبة في تخصصات العلوم
الطبيعية أو الاجتماعية.