يعتبر التطور في عدد المؤسسات المخصصة للشباب مؤشرا إيجابيا لأهمية الخدمات التي تقدمها . ولكن هل يقبل الشباب التونسي على مثل هذه المؤسسات أم أنه يفضل أماكن أخرى مثل المقاهي أو النزل أو الملاهي الليلية؟ هل دخلت هذه المؤسسات في عادات الشباب اليومية أم أنها ليست ضمن أولوياته؟
رغم اختلاف الأرقام التي تحدد عدد المؤسسات الشبابية إلا أنها تعتبر أرقاما مهمة ومتطورة فقد بلغ عدد دور الشباب القارة 310 دور موزعة على كامل تراب الجمهورية أما تلك المتنقلة فقد وصلت إلى حدود 75 دارا. وتهدف إلى توفير الخدمات للشباب في المناطق النائية . وقد بلغت نسبة ربط دور الشباب بالأنترنات 100% أما حافلات الإعلامية والأنترنات فقد بلغ عددها 15 حافلة.
ووصل عدد المركبات الشبابية إلى 12 مركبا وقاعات الرياضة إلى 115 قاعة. إلا أنّه رغم التطور الذي عرفته المؤسسات الخاصة بالشباب فإنّ الإقبال عليها مازال محتشما ذلك أنّ أغلب الشبان في تونس يفضلون ارتياد المقاهي للالتقاء بالأصدقاء وتبادل أطراف الحديث في أوقات الفراغ أو بعد قضاء يوم عمل أو الاتجاه إلى النزل والملاهي الليلية في أواخر الأسبوع وكأن هذه الأماكن قد دخلت في عاداتنا اليومية رغم ما تنطوي عليه من سلوكات لا تساهم لا من قريب ولا من بعيد في نضج العقول وتفتح الثقافات.
فما جدوى إحداث هذه المؤسسات إذا لم يقع استغلالها من قبل الشباب حتى يطور من ملكاته الثقافية والتعبيرية ويكون فاعلاومساهما في المسيرة التنموية والثقافية التي تشهدها بلادنا.
لذلك ندعو الشباب التونسي إلى المبادرة بالإستفادة من هذه الدور وهذه المؤسسات وعدم تركها مهجورة./.