بسم الله الرحمان الرحيم
مازال المجال الصحي في جبنيانة مهمشا ويشكو نقائص عديدة جعلته عاجزا على الارتقاء الى مستوى الأهداف والطموحات.
فما هي نقائصه؟ وما هي الحلول العملية لتطويره تجـسـيدا لمبدإ تقريـب الخدمات من المواطن وتكريسا لشعار الصحة للجميع؟
المراكز الصحية الأساسية
الحديث عن وضعية هذه الفضاءات يطول باعتبارها تشكو جملة من النقائص لعل من أهمها النقص الفادح في الأدوية وخاصة تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة مما يعمق معاناة المرضى ماديا ومعنويا. فحتى صيدلية المستشفى الجهوي التي تغطي حاجيات الدوائر الصحية الراجعة لها بالنظر تفتقر بدورها للأدوية من قبيل أمراض أدوية الأعصاب: (لرقكتيل 25 والدقماتيل والقاردينال) وبعض أدوية أمراض التنفس وغيرها وعدم توفر أخرى بالقدر المطلوب (كالبيسكوبون والأنالقون)... فما هي أسباب هذا النقص المحير؟ ومن المسؤول الرئيسي عن ذلك؟ ومتى سيقع القضاء على هذه المعضلة المحيرة لينعم المواطن بحقه في الصحة باعتبارها تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى؟
وتشكو المراكز الصحية أيضا من عدم العناية ببنيتها التحتية بالصيانة والتعهد منذ سنوات مما جعلها في حالة سيئة على غرار مستوصف الحزق وسيدي عبد العزيز والعجانقة الى جانب نقص إطارها شبه الطبي والتجهيزات مما جعلها عاجزة عن تأدية رسالتها في ظروف طيبة.
ويؤكد المتساكنون على ضرورة اعادة النظر في الخارطة الصحية المحلية قصد احداث مستوصف بكل من أولاد منصر والنوائل والعقاقشة وأولاد حميدة تجسيدا لمبدإ اللامركزية.
بالمناسبة وجبت الإشارة إلى أنه وقع تخصيص 800 ألف دينار لبناء مجمع للصحة الأساسية بمدينة جبنيانة الذي من شأنه أن يخفف من الأعباء عن ميزانية مؤسستها الصحية وتغطية حاجيات المستوصفات من التعهد والأدوية والتجهيزات الطبية والارتقاء بها نحو الأفضل. ونظرا لأهمية المشروع في المسيرة الصحية فالمطلوب التسريع في انطلاق أشغاله.
القسم الاستعجالي
رغم أهمية هذا القسم في المنظومة الصحية فانه ما زال عاجزا عن التدخل الناجع في الحالات المرضية العرضية وحوادث الطرقات بسبب نقص موارده البشرية. وللارتقاء بخدماته وجعلها في مستوى الأهداف والطموحات يتوجب تزويده بسيارة إسعاف متنقلة للإنعاش والإسعاف الطبي ـ SAMUـ فهل تتوفر الإرادة السياسية ويتحقق الحلم تحقيقا للعدالة بين الجهات ؟
مركز العيادات الخارجية
أصبح هذا الفضاء القائم على شارع 18 جانفي عاجزا عن احتضان جميع الاختصاصات البالغ عددها 13 نظرا لضيقه وكثرة رواده المنتمين الى معتمديات جبنيانة والعامرة والحنشة وأخرى مجاورة تعود بالنظر الى ولاية المهدية والبالغ عددهم أكثر من 127 ألف ساكن. هذه الاختصاصات على أهميتها تشكو نقصا في تجهيزاتها وفي إطارها الطبي وشبه الطبي من ذلك قصور عيادة طب العيون عن استيعاب روادها الى جانب عيادة طب القلب والشرايين التي تقتصر على عيادة نصف شهرية وما ينجر عن ذلك من تباعد في المواعيد وتأزم الأوضاع وتعطل في المصالح.
وتبقى عيادة طب العظام لغزا محيرا فبعد أن كان الأهالي يطالبون بجعلها مفتوحة على امتداد كامل اليوم وفي الأعياد الدينية والوطنية تكريسا لمبدإ استمرارية العمل وتقريب الخدمات من المواطن فإنها خيرت غلق أبوابها تاركة روادها في التسلل وفي حيرة من أمرهم؟ فلماذا هذا الاستخفاف؟ ولماذا لم يحرص الساهرون على القطاع على تذليل صعوباتها لاستئناف نشاطها؟ فالتأكيد على اعادة الروح لهذه العيادة واجب وطني يفرض نفسه ومطلب يرنو الجميع الى تحقيقه. في حين يظل عدد عيادات طب الأعصاب والمفاصل والجلدية والقلب والشرايين لا يفي بالحاجة أمام تزايد عدد الوافدين. فتطوير هذه الاختصاصات والترفيع في عدد عياداتها أمر مرغوب فيه تحقيقا للطموحات.
◗ المختار بنعلية