في منتدى حول الشباب وثقافة السلم
خبراء يدعون إلى نشر قيم التسامح واحترام الرأي الآخر
مثل موضوع تعزيز ثقافة السلم المدني والاجتماعي عبر ترسيخ مفاهيم سلمية تعزز لغة الحوار بين الشباب بعيدا عن كل أشكال العنف والإقصاء من خلال احترام التعددية وتقبل الرأي والرأي الآخر، أبرز محاور المنتدى الحواري حول "الشباب وثقافة السلم في سياق الانتقال الديمقراطي الذي انتظم أمس بمدينة العلوم بالعاصمة ببادرة من المرصد الوطني للشباب بالشراكة مع الشبكة العربية للتسامح ومنتدى الجاحظ.
اعتبر الدكتور جمال بندحمان (أستاذ جامعي وعضو الكتابة الوطنية لجمعية منتدى المواطنة) في مداخلته التي حملت عنوان "التسامح وإدارة الاختلاف" أن التسامح مفتاح حقوق الإنسان والتعددية السياسية والثقافية غير أن الإشكال القائم من وجهة نظره هو إذا ما تم الافتراض بأن المواطن اقتنع بقيمة التسامح فما هي الآليات التي ستسمح له بالتعايش؟.
مشيرا إلى أن في هذه الحالة يقتضي الأمر أن نعيد النظر في بعض المفاهيم وعلى رأسها الديمقراطية فهي ليست مجرد آليات (انتخابات) وإنما هي أيضا ثقافة ذهنية تتجلى من خلال السلوك والممارسات. أما فيما يتعلق بخصائص البلدان التي تشهد انتقالا ديمقراطيا وعلاقتها بالتسامح فأوضح أن طبيعة المرحلة تتسم بالضبابية وتعدد المطالب الاجتماعية والسياسية والثقافية وهذه الضبابية تحتاج الى التفاوض وإلى القبول بالتنازلات.
كما أن المرحلة تمتاز بفقدان الثقة في المؤسسات الرسمية وهو يعود الى فقدان هيبة الدولة فضلا عن أنها مرحلة بروز الآمال والطموحات الفردية الأمر الذي يؤكد ضرورة تبني مصطلح التسامح.
وفي محاولة لتفسير ظروف نشأة الشبكة العربية للتسامح أشار الدكتور إياد البرغوثي (رئيس الشبكة العربية للتسامح) أن الظروف الأخيرة التي سادت العالم العربي كالاتجاه نحو فكر التعصب والانقسام وتعرض النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي لمخاطر شديدة.
كما حدثت تحولات سلبية أدت الى اصطدامات جديدة ذات مصالح ضيقة أدت الى تراجع مساحات التسامح بين الشعوب العربية التي دفعت في ظل عدم توافر تقاليد الممارسة الديمقراطية إلى الاصطدام والانتقاص أكثر من حقوق الفئات المهمشة الأمر الذي أفضى الى تأسيس الشبكة العربية للتسامح بمبادرة من "مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان" في فلسطين وتضم ممثلين عن منظمات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان.
منال حرزي*** الصباح