أصبح الوضع في الافريقي لا يُطاق وهذه حقيقة لا غبار عليها اقتنع بها الجميع بمن في ذلك السائرون في ركب الرئيس الحالي والذين كرسوا كل مجهوداتهم وعلاقاتهم لتلميع صورته.
الوضع أصبح لا يُطاق ويتطلب التدخل العاجل والسريع والحاسم والزجري لأن المساحيق وعمليات التجميل وكل أنواع التدخل السطحي ستعقد الوضعية أكثر.
الرئيس الحالي للافريقي أكد منذ البداية أنه وحيد زمانه وأنه «سوبر مان» جاء لانتشال الافريقي من وضعه «الصعب والحرج» على حدّ عبارته وكنا أشرنا منذ البداية أن الرئيس الحالي للافريقي لا تتوفر فيه المواصفات المطلوبة لانقاذ النادي وكان عليه أن يعرف حدوده ويفعل مثلما فعل الرئيس السابق السيد كمال ايدير الذي يعرف أن الامكانات المالية المتوفرة لديه لا يمكن أن يسيّر فريقا في حجم الافريقي لذلك أحاط نفسه بالكفاءات البشرية وفسح المجال لكبار النادي وخاصة حمادي بوصبيع لمد يدّ المساعدة.
أما الرئيس الحالي، فإنه يتخيل أنه قادر على إدارة شؤون الفريق بمجرد إحاطة نفسه بمجموعة من المحامين كانوا سبّاقين ليهاجموا الهيئات السابقة الناجحة جدا وتمجد وتثني على الهيئة الحالية رغم فشلها.
انتهى الدرس
ما أقدمت عليه هيئة الافريقي منذ 3 أيام تقريبا بالامكان اعتباره القطرة التي أفاضت الكأس، إذ تكرمت أخيرا وتواضعت وقبلت الحديث الى اللاعبين المنتهية عقودهم وطلبت منهم التجديد.
للّه درّك يا هيئة كم أنت رائعة... هذا هو سر النجاح الحقيقية أن الأندية الاخرى يجب أن تحسد الافريقي على هذه الهيئة.
بالأمس اتصل أحباء الافريقي من العاصمة والجنوب والشمال وخاصة من القصرين ليعبروا عن صدمتهم مما أتته هيئة الافريقي وتساءلوا هل تفطنت الهيئة أخيرا أن لها لاعبين انتهت عقودهم وتساءلوا كيف يقضي الكسيس تقريبا خمس سنوات ثم لا تطلب منه الهيئة التجديد إلا قبل نهاية فترة انتقال اللاعبين بساعات فقط وكيف لم تتفطن نفس الهيئة أن عقد الحدادي ابن النادي قد انتهى وكيف تتصور أن الكامروني آلكسيس الذي ينتظر حقوقه 120 ألف دينار سيوافق على امضاء العقد الجديد، هكذا بكل بساطة وتساءلوا أيضا ما إذا كانت الهيئة «تستبلهه» (والعبارة للأحباء الذين اتصلوا بالصحيفة طبعا)وتستبله اللاعبين والأحباء على حدّ سواء.
على علم بكل شيء
الطريف أن الأحباء الموجودين داخل الجمهورية مثل القصرين وبوسالم على علم بكل كبيرة وصغيرة وهم يعرفون أن سياسة العتروس مع بقية المسؤولين وكذلك رؤساء الفروع بالامكان أن نطلق عليها «سياسة الليمونة» التي يجب عصرها ثم إلقاؤها في سلة الفضلات ولذلك حاول رئيس النادي التخلص من كل مسؤول دفع الكثير من ماله الخاص مثل يوسف العلمي وعبد السلام اليونسي ورئيس فرع كرة السلة وغيرهم كثير وهم يعرفون أن العتروس لا يريد الاساءة لهؤلاء وإنما يريد إحالتهم على مقعد البدلاء حتى يأتي آخرون حالمون بالنجاح ولكن لا يعرفون ماذا ينتظرهم.
بانانا والذوادي
الأحباء الذين اتصلوا وأرادوا تبليغ أصواتهم وجدوا أنفسهم مجبرين على المقارنة بين ما يحدث في الترجي وما يحدث في الافريقي إذ قال أحدهم: «هل يعقل أن يتمكن الترجي من بيع بانانا بعد أشهر قليلة من اللعب مع الفريق بثلاثة مليارات كاملة ويطلب مليارين مقابل التفريط في الهيشري في حين عجز الافريقي على ايجاد العرض المناسب للذوادي المهاجم (المعروف أن عروض المهاجمين أفضل بكثير من عروض المدافعين).
كما يتساءل الأحباء أيضا عن الفرق بين بانانا وألكسيس، إذ يرون أن هذا الاخير أفضل لاعب في البطولة ورغم ذلك فإن الافريقي اضطر الى التوسل لنادي الزمالك لانتدابه. أما بالنسبة الى الترجي فإن العملية معكوسة، إذ يكاد نادي سوشو يتوسل.
مقارنة أخرى
هناك مقارنة أخرى وجد الأحباء أنفسهم مجبرين على الوقوع فيها وتتعلق بمقارنة ما يجري في فريقهم وما يجري في النجم الساحلي، إذ قال أحدهم وهو محب معروف«كيف يعجز الافريقي عن انتداب أي لاعب أو التفريط في آخر بالبيع في حين يتمكن النجم الساحلي من انتداب فريق كامل والتفريط في 4 لاعبين في ظرف أسبوع»، وقال نفس المحبّ: «إذا بلغ الأمر بهيئة الافريقي الى هذا الحدّ كيف يمكن أن تواصل العمل وإلى متى يواصل كبار النادي الاكتفاء بالفرجة»؟
بمن يفيض الكأس؟
بعد أن أصبحت السفينة على حافة الغرق بدأ الأحباء يرددون... من ينقذ النادي؟ وهل أن تونس غير قادرة على توفير من يخلف العتروس وهيئته وهل تفيض الكأس بمن فيها قريبا؟