كأس الأمم الأفريقية هي البطولة الرسمية للمنتخبات التي ينظمها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كل سنتين لتحديد بطل القارة السمراء، ويصنفها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في المركز الثالث من حيث القوة بعد كأس العالم لكرة القدم وكأس الأمم الأوروبية، وذلك لشدة تنافس المنتخبات المشاركة فيها على لقب البطولة، ولأنها دائماً ما يشارك في منافساتها عدد كبير من أهم وأفضل نجوم الأندية الأوروبية المختلفة، حتى أن العديد من المحللين والخبراء يقيمونها على أنها بطولة أمم أوروبية ثانية لكون معظم اللاعبين المشاركين فيها يلعبون في أهم وأكبر الدوريات الأوروبية.
تاريخ عريق
وتعود البداية الحقيقية لكأس الأمم الأفريقية إلى الثامن من حزيران / يونيو عام 1956 عندما اجتمع عبد العزيز سالم ومحمد لطيف والسودانيون عبد الحليم شداد وبدوي محمد وعبد الحليم محمد والجنوب أفريقي فرد ويل ليناقشوا فكرة تأسيس الاتحاد الأفريقي وإطلاق مسابقة بين منتخبات القارة الأفريقية، وبالفعل تم الاتفاق على انطلاق البطولة بمشاركة منتخبات مصر وجنوب أفريقيا والسودان وإثيوبيا، وأن تستضيف السودان البطولة الأولى، ولكن بعد انتهاء الاجتماع التأسيسي انسحبت جنوب أفريقيا من البطولة الأولى بسبب سياسة التمييز العنصري التي كانت تنتهجها ورغبة حكومتها في إرسال منتخب يضم بين صفوفه اللاعبين ذوي الأصل الأوروبي فقط.
وأقيمت بذلك البطولة الأولى في السودان واستضافها الملعب البلدي في الخرطوم، وأوقعت القرعة منتخبي مصر والسودان في المباراة الافتتاحية بينما تقرر أن يلعب المنتخب الإثيوبي مع الفائز مباشرة في النهائي.
ولعبت بذلك أول مباراة في تاريخ البطولة بين مصر والسودان في العاشر من شباط / فبراير عام 1957، وسجل رأفت عطية مهاجم الزمالك والمنتخب المصري وقتها اسمه بأحرف من ذهب في سجلات كرة القدم الأفريقية بتسجيله أول هدف في تاريخ البطولة، وانتهت المباراة بفوز مصر بهدفين مقابل هدف، والتقى المنتخبان المصري والإثيوبي في المباراة النهائية وانتهى اللقاء بفوز مصر بأربعة أهداف دون رد ليتوّج المصريون بلقب النسخة الأولى من كأس الأمم الأفريقية.
وكان يقود المنتخب المصري في ذلك الوقت المدرب الوطني مراد فهمي ليسجل نفسه كأول مدرب وطني يحقق اللقب في تاريخ البطولة.
مصر تستضيف النسخة الثانية
وكان طبيعياً أن تستضيف مصر النسخة الثانية من البطولة والتي انطلقت يوم الجمعة 22 أيار / مايو عام 1959، بمشاركة معتادة من السودان وإثيوبيا إلى جانب الدولة المنظمة.
وتم تعديل نظام البطولة حيث تقرر أن يلعب دوري من دور واحد لتتلاقى المنتخبات الثلاثة مع بعضها البعض، والتقى المنتخب المصري مع نظيره الإثيوبي في الافتتاح وانتهى اللقاء بفوز مصر بأربعة أهداف دون رد ثم فازت السودان على إثيوبيا في المباراة الثانية بهدف دون رد لتلقي مصر والسودان في المباراة الثالثة والأخيرة يوم الجمعة 29 أيار/مايو وانتهى اللقاء بفوز مصر بهدفين مقابل هدف واحد لتحتفظ مصر بلقب البطولة.
وانطلقت النسخة الثالثة من البطولة عام 1962 واستضافتها إثيوبيا بمشاركة ثلاث دول أخرى هي مصر وتونس وأوغندا، ولعبت المباراة الافتتاحية يوم الأحد 14 كانون ثاني / يناير وانتهت بفوز إثيوبيا على تونس بأربعة أهداف مقابل هدفين، بينما فازت مصر على أوغندا بهدفين مقابل هدف واحد.
وأقيمت في هذه البطولة أول مباراة لتحديد المركز الثالث، وانتهت بفوز تونس على أوغندا بثلاثية نظيفة، بينما التقت مصر مع إثيوبيا في النهائي وانتهى اللقاء بفوز إثيوبيا بأربعة أهداف مقابل هدفين في مباراة شهدت شوطين إضافيين لأول مرة في تاريخ بطولات القارة السمراء، وتوّجت بذلك إثيوبيا بالبطولة الأولى والأخيرة في تاريخها.
تطور كبير
وشهدت البطولة الرابعة التي استضافتها غانا عام 1963 تطوراً كبيراً، إذ أنها أول بطولة تلعب بنظام المجموعتين، وازداد عدد المنتخبات المشاركة فوصل إلى ستة منتخبات، وضمت المجموعة الأولى غانا وإثيوبيا وتونس بينما لعبت السودان مع مصر ونيجيريا في المجموعة الثانية، وتأهل منتخبا غانا والسودان إلى المباراة النهائية مباشرة بعد أن تصدرا مجموعتيهما.
وانتهت المباراة النهائية بفوز غانا على السودان بثلاثية نظيفة ليتوّج المنتخب الغاني بأول لقب في تاريخه، كما حصل المنتخب المصري على المركز الثالث بعد فوزه على إثيوبيا (3-0)، وتصدر المهاجم المصري حسن الشاذلي لائحة هدافي البطولة برصيد ستة أهداف.
واستمرت سيطرة المنتخب الغاني على لقب البطولة بعد أن توّج بلقب كأس الأمم الأفريقية الخامسة التي استضافتها تونس عام 1965 والتي أقيمت بنفس نظام البطولة السابقة، واقتنص منتخب النجوم السوداء لقب البطولة بعد تغلبه على نسور قرطاج في المباراة النهائية (3-2)، وتساوى في صدارة الهدافين كل من كوفى وأشيم بونغ من غانا ومانغل من كوت ديفوار ولكل منهما 3 أهداف.
زيادة عدد المنتخبات
وحدث التطور الثاني في عدد منتخبات القارة السمراء المشاركة في النهائيات في النسخة السادسة التي استضافتها إثيوبيا عام 1968، حيث شارك في البطولة ثمانية منتخبات، وسجلت هذه البطولة المشاركة الأولى في تاريخ منتخبات الجزائر وجمهورية الكونغو الديمقراطية(زائير سابقاً) والسنغال والكونغو.
وحقق منتخب جمهورية الكونغو مفاجأة كبرى بفوزه على منتخب غانا بطل القارة وقتها في المباراة النهائية بهدف دون رد، ونال لاعب كوت ديفوار بوكو لقب الهداف بـ 6 أهداف.
واستضافت السودان النسخة السابعة من البطولة، التي شهدت مشاركة أسود الكاميرون لأول مرة في تاريخهم، ونجح المنتخب السوداني في القبض على لقب البطولة لأول مرة في تاريخه بعد فوزه على منتخب غانا في المباراة النهائية بهدف دون رد، وواصل الإيفواري بوكو سيطرته على لقب الهداف للمرة الثانية على التوالي بعد إحرازه 8 أهداف.
وبدأت منتخبات القارة السمراء تهتم إلى حد كبير بالمشاركة في النهائيات، وشهدت البطولة الثامنة التي استضافتها الكاميرون عام 1972 المشاركة الأولى للمنتخب المغربي والمالي إضافة إلى منتخبي كينيا وتوغو، ولعل من أبرز أحداث هذه البطولة هو غياب المنتخب المصري عن المشاركة في النهائيات للمرة الأولى في تاريخه.
وبرغم أن منتخب مالي كان حديث العهد بالمشاركة، فإنه تألق بشدة ووصل إلى المباراة النهائية بقيادة نجمه الكبير ساليف كيتا الحائز على الكرة الذهبية عام 1972.
وتمكن المنتخب الكونغولي من إيقاف مفاجآت مالي وتغلب عليه في النهائي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ونال ساليف كيتا لقب هداف البطولة برصيد خمسة أهداف.
وعادت مصر للمشاركة بقوة في البطولة بعد أن استضافت نسختها التاسعة التي شهدت المشاركة الأولى لمنتخبي موريشيوس وزامبيا، وكان الفراعنة هم المرشحون الأوفر حظاً للفوز باللقب، إلا أنهم سقطوا في مفاجأة مدوية أمام منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية (2-3).
وحصل منتخب جمهورية الكونغو على اللقب الثاني في تاريخه عقب فوزه على زامبيا في المباراة النهائية بهدفين دون رد، وكان المنتخبان قد تعادلا في المباراة النهائية الأولى (2-2) ليعاد اللقاء، وهي المرة الأولى والأخيرة في تاريخ كأس الأمم الأفريقية التي تعاد فيها المباراة النهائية.
وبحلول النسخة العاشرة من البطولة عام 1976 كانت ملامح البطولة قد تحددت تماماً حيث أصبحت تقام كل سنتين بمشاركة ثمانية منتخبات، واستضافت إثيوبيا النسخة العاشرة التي شهدت تتويج المنتخب المغربي باللقب، وتم تغيير نظام التنافس في الدور نصف النهائي للمرة الأولى والأخيرة في تاريخها، حيث تم تصعيد المنتخبات الأربعة صاحبة المركزين الاول والثاني في مجموعتي الدور الأول، وهي منتخبات المغرب وغينيا ونيجيريا وجمهورية الكونغو، وخاضت هذه المنتخبات دوري من دور واحد انتهى بفوز المنتخب المغربي باللقب بعد أن حصل على المركز الأول برصيد خمس نقاط، بينما حصل المنتخب الغيني على لقب الوصيف برصيد أربع نقاط، ونال لاعب غينيا نيوجيليا لقب الهداف بـرصيد 4 أهداف.
واستضاف المنتخب الغاني البطولة الحادية عشرة عام 1978 ونجح في الفوز باللقب للمرة الثالثة في تاريخه، بعد فوزه في المباراة النهائية على منتخب أوغندا بهدفين دون رد، ونال الأوغندي أموندا لقب الهداف بـرصيد 4 أهداف.
ودخل المنتخب النيجيري الملقب بالنسور الخضراء على خط المنتخبات الفائزة باللقب وذلك عندما استضاف النسخة الثانية عشرة من البطولة، عام 1980، ونجح النيجيريون في التتوّيج باللقب الأول في تاريخهم عقب فوزهم في المباراة النهائية على المنتخب الجزائري بثلاثة أهداف دون رد، وتصدر الهدافين كل من أودياغمبى من نيجيريا والعبيدى من المغرب ولكل منهما 3 أهداف.
واستضافت ليبيا البطولة الثالثة عشرة للمرة الأولى في تاريخها، وتمكن المنتخب الغاني من بسط سيطرته ونفوذه على لقب البطولة بعد أن فاز بها للمرة الرابعة في تاريخه بفوزه على الدولة المضيفة في النهائي، بضربات الترجيح (7-6)، عقب تعادل المنتخبين في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لهدف، وهي البطولة الأولى التي يتم حسم اللقب فيها بضربات الترجيح.
اللقب الأول للكاميرون
وتمكن المنتخب الكاميروني من الفوز باللقب الأول في تاريخه في البطولة الرابعة عشرة التي استضافتها كوت ديفوار عام 1984، وتمكنت أسود الكاميرون من الفوز على النسور الخضراء النيجيرية بثلاثة أهداف مقابل هدف، وحصل المنتخب الجزائري على المركز الثالث في البطولة عقب فوزه على الفراعنة بثلاثة أهداف مقابل هدف، ونال المصري طاهر أبو زيد لقب الهداف بـرصيد 4 أهداف.
وتمكن المنتخب المصري من العودة إلى منصات التتويج بعد غياب 29 عاماً وذلك في البطولة الخامسة عشرة التي استضافتها مصر عام 1986، واصطدم الفراعنة بأسود الكاميرون في المباراة النهائية وحسم المنتخب المصري اللقب لصالحه بضربات الترجيح بنتيجة (5-4)، عقب تعادل المنتخبين بدون أهداف في الوقتين الأصلي والإضافي بدون أهداف، ونال الكاميروني روجيه ميلا لقب الهداف بـ 4 أهداف.
وعادت الكاميرون إلى منصات التتوّيج في بطولة كأس الأمم السادسة عشرة التي استضافتها المغرب على أرضها، وفي إعادة لنهائي عام 1984، تمكن أسود الكاميرون من الفوز على نيجيريا بهدف دون رد، وشهدت هذه البطولة واقعة غريبة، إذ تساوى في صدارة الهدافين كل من روجيه ميلا من الكاميرون والأخضر بللومى من الجزائر وجمال عبد الحميد من مصر وعبدالله تراورى من كوت ديفوار وأكوارجى من نيجيريا ولكل منهم هدفان.
محاربو الصحراء يتوّجون باللقب الأول
وبعد خروج المنتخب الجزائري من تصفيات كأس العالم "إيطاليا 90"، وجد محاربو الصحراء ضالتهم في كأس الأمم الأفريقية السابعة عشرة التي استضافتها الجزائر على أرضها للمرة الأولى في تاريخها، وتمكن المنتخب الجزائري بقيادة نجمه رابح ماجر من الفوز باللقب الأول في تاريخه عقب فوزه على نظيره النيجيري بهدف نظيف في المباراة النهائية، ونال الجزائرى جمال مناد لقب الهداف بـ 4 أهداف.
تحول تاريخي في "السنغال 92"
وشهدت كأس الأمم الأفريقية الثامنة عشرة والتي استضافتها السنغال عام 1992 تحولاً تاريخياً، فقد أصبحت البطولة التي ينظمها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم منذ عام 1957، بطولة كبرى بمعنى الكلمة بعد أن قرر "الكاف" زيادة عدد المنتخبات إلى 12 منتخب، لتنظم السنغال البطولة في أربعة مدن لأول مرة في تاريخ البطولة، وشعر الجميع أثناء هذه البطولة أن كاس الأمم الأفريقية أصبحت بحق بطولة عالمية، خاصة أنها كانت البطولة الأولى التي يشارك فيها عدد كبير من أهم اللاعبين الأفارقة الذين كانوا وقتها هم الأفضل على الساحة العالمية، بقيادة نجم مرسيليا في ذاك الوقت الغاني عبيدي بيليه، ونجم ليدز يونايتد الإنكليزي الغاني أنطوني يبواه.
وبعد صراع كبير بين المنتخبات المشاركة، تأهلت منتخبات غانا ونيجيريا وكوت ديفوار والكاميرون إلى نصف النهائي، واستطاعت غانا الفوز على نيجيريا بهدفين مقابل هدف، ثم تمكنت الأفيال الإيفوارية من إسقاط أسود الكاميرون (1-3) في الوقت الإضافي.
وفي المباراة النهائية تعادل منتخبا غانا وكوت ديفوار بدون أهداف، واستمر التعادل في الشوطين الإضافيين، فاحتكم الفريقان إلى ضربات الترجيح التي انتهت لصالح كوت ديفوار (11-10)، ليفوز الأفيال بأول لقب في تاريخهم، ونال النيجيرى رشيدى ياكينى لقب الهداف بـ 4 أهداف.
وعادت نيجيريا إلى منصات التتويج بعد فوزها بلقب البطولة التاسعة عشرة في تونس ، بعد فوز منتخب النسور الخضراء على زامبيا في النهائي بهدفين مقابل هدف، ونال النيجيرى رشيدى ياكينى لقب الهداف للمرة الثانية على التوالي بـ5 أهداف.
مشاركة ستة عشر منتخباً
ودفع نجاح البطولة بمشاركة 12 منتخباً، الاتحاد الأفريقي لكرة القدم إلى زيادة عدد المنتخبات إلى 16 منتخباً عام 1996، وعادت جنوب أفريقيا إلى ساحة كرة القدم في القارة السمراء بعد زوال التفريق العنصري، وبعد تولي الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا الحكم في الدولة الكبرى التي تقع في جنوب القارة السمراء.
والمثير أن جنوب أفريقيا عادت بقوة وبحضور طاغي في البطولة العشرين فلم تكتفي بتنظيم البطولة لأول مرة في تاريخها فقط، بل حصلت على اللقب أيضاً، بعد فوز المنتخب الجنوب أفريقي على تونس في المباراة النهائية بهدفين دون رد، ونال الزامبى كالوشا بواليا (رئيس اتحاد كرة القدم الزامبي الحالي) لقب الهداف بـرصيد 5 أهداف.
وشهدت هذه البطولة واقعة هي الأولى من نوعها حيث تم انسحاب المنتخب النيجيري من البطولة، بسبب خلافات سياسية بين الحكومة النيجيرية ومنظمة الوحدة الأفريقية.
ودخلت بوركينا فاسو على خط استضافة المونديال الأفريقي، باستضافتها للنسخة الحادية والعشرين عام 1998، واستعاد الفراعنة هيبتهم الأفريقية بعد طول غياب حيث تمكنوا بقيادة محمود الجوهري أحد أعظم المدربين في تاريخ الكرة المصرية من الفوز باللقب الرابع في تاريخهم عقب التغلب على جنوب أفريقيا في المباراة النهائية بهدفين دون رد، ونال المصري حسام حسن والجنوب أفريقي مكارثى لقب الهداف بـرصيد 7 أهداف، ورسمياً فإن هذه البطولة هي أول بطولة يشارك فيها 16 منتخباً.
تنظيم مشتركً
وكان الأفارقة على موعد مع حدث فريد من نوعه حيث انبرى لتنظيم كأس أمم أفريقيا الثانية والعشرين غانا ونيجيريا وهي ثاني حادثة تنظيم مشترك تًسجل في تاريخ كرة القدم العالمية، حيث سبق تنظيم غانا ونيجيريا لكأس الأمم الأفريقية في كانون ثاني / يناير عام 2000، تنظيم بلجيكا وهولندا لكأس الأمم الأوروبية في منتصف العام ذاته.
وأحرز المنتخب الكاميروني أول بطولة في الألفية الجديدة بعد مواجهة قوية مع نيجيريا صاحبة الأرض حيث انتهى الوقت الأصلي بالتعادل بهدفين لكل منهما لتحسم ضربات الجزاء الترجيحية المباراة لصالح أسود الكاميرون، ونال الجنوب أفريقي شون بارتليت لقب الهداف بـ5 أهداف.
وضرب أسود الكاميرون بقوة مجدداً في بطولة أمم أفريقيا الثالثة والعشرين التي استضافتها مالي للمرة الأولى في تاريخه عام 2002، وخطى الكاميرونيون بقوة في هذه البطولة وصعقوا أصحاب الأرض في نصف النهائي بثلاثية نظيفة، فقابلوا المنتخب السنغالي الملقب بـ"أسود التيرنغا" وانتهى اللقاء بفوز الكاميرون بضربات الترجيح بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وهو اللقب الرابع في تاريخ الكاميرون.
نسور قرطاج واللقب الأولً
وفي عام 2004 نظمت تونس كأس الأمم الأفريقية الرابعة والعشرين، واستغل المنتخب التونسي استضافته للبطولة فظفر بأول الألقاب في تاريخه بالفوز في النهائي على منتخب المغرب بهدفين مقابل هدف، وشهدت هذه البطولة مشاركة منتخبات رواندا وبنين وزيمبابوي في النهائيات لأول مرة في تاريخها.
وتراجعت إلى حد كبير القوى التقليدية في هذه البطولة، فودع المنتخب المصري البطولة من الدور الأول، بينما غادرت السنغال والكاميرون والجزائر المنافسات من ربع النهائي، أما منتخب كوت ديفوار فلم يتأهل إلى النهائيات من الأساس.
سيطرة مصرية
وشهدت آخر ثلاث بطولات لكأس الأمم الأفريقية سيطرة كاملة للفراعنة، حيث استضافت مصر البطولة الخامسة والعشرين، ونجح المنتخب المصري في الفوز بالبطولة الخامسة في تاريخه عقب تغلبه على أفيال كوت ديفوار في النهائي بضربات الترجيح (4-2)، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.
وفاز بالنسخة التالية من النهائيات والتي استضافتها غانا عام 2008، والتي شهدت تنافساً شرساً بين منتخبات غانا ونيجيريا والكاميرون وكوت ديفوار التي اشتركت في هذه البطولة بالقوة الضاربة لها، ورغم ذلك فقد نجح المنتخب المصري غير المرشح تماماً في أن يثبت جدارته ويحافظ على لقبه بعد الفوز على منتخب الكاميرون في المباراة النهائية بهدف دون رد.
وأكد الفراعنة علو كعبهم قاريا عندما تمكنوا من الفوز بلقب النسخة الأخيرة التي أقيمت في أنغولا عام 2010 بعد عروض قوية فازوا فيها بجميع المباريات التي خاضوها ومنها الفوز على نيجيريا (3-1 في الدور الأول) والكاميرون (3-1 في ربع النهائي) والجزائر (4-0 في نصف النهائي) قبل أن يتخطوا غانا بهدف يتيم في المباراة النهائية ويحرزوا اللقب.
النسخة الحالية
تستضيف غينيا الإستوائية والغابون سويا النسخة الثامنة والعشرين من كأس الأمم الأفريقية بعد أن فاز ملفهما المشترك على ملفات نيجيريا وأنغولا وليبيا.
ستقام المباريات على أربعة ملاعب موزعة في الدولتين حيث تستضيف غينيا الإستوائية مباريات المجموعتين الأولى والثانية فضلا مباراتين في ربع النهائي ومباراة في نصف النهائي ومباراة المركزين الثاث والرابع، في حين ستُجرى مباريات المجموعتين الثالثة والربعة في الغابون بالإضافة إلى مباراتين في ربع النهائي ومباراة في نصف النهائي والمباراة النهائية.
سيكون المنتخب المصري أبرز الغائبين عن كأس الأمم الأفريقية فهو حامل لقب النسخة الأخيرة وأكثر المنتخبات تتويجا (7 ألقاب) وحامل الأرقام القياسية في هذه المسابقة القارية، وبالتالي من المؤكد أن بطلا جديدا سيتوج زعيما للقارة السمراء.
بالإضافة للفراعنة، تغيب منتخبات كبيرة عن النسخة الحالية، أبرزها الكاميرون ثاني المنتخبات الأفريقية عراقة بعد المصريين (4 ألقب)، ونيجيريا (لقبين)، والجزائر (لقب وحيد) وجنوب أفريقيا (لقب وحيد)، علما أن الكاميرون والجزائر وجنوب أفريقيا كانت شاركت في كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في الأخيرة عام 2010.
من شأن هذا الغياب أن يفتح المجال أمام غانا وكوت ديفوار ليكونا أبرز مرشحين لإحراز اللقب مع الإبقاء على هامش أقل من الحظوظ للسنغال وتونس والمغرب الذين سيمثلان العرب إضافة إلى ليبيا والسودان.