سليانة – الساعة – وجيه القادري إمام خطيب بجامع التقوى ومدير المدرسة القرآنية مالك بن أنس بسليانة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغقره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مظل له ومن يضلل فلا هادي له . واشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله....
وبعد : لقد من الله عز وجل على المسلمين وأنعم عليهم بشريعة كاملة متكاملة شاملة لكل مصالح الدين والدنيا ووعد المستمسكين بهديها والعاملين بها بالحياة الطيبة في الدنيا والآخرة. قال تعالى " فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى" وقال تعالى : " فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" وقد تضمن هذه الشريعة جملة من الأحكام الشرعية شملت جميع جوانب الدين والحياة من عقيدة وعبادات ومعاملات وآداب وأخلاق وغيرها. وقد أمر الله عباده بامتثال العمل بها والتزام معالمها. قال تعالى " ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون".
وإن مما جاءت به هذه الشريعة الغرّاء أن نهت عن مشابهة الكفار والمشركين من أهل الكتاب وغيرهم ودعت إلى مخالفتهم في كل ما كان من خصائصهم دينا ودنيا. ولقد تظافرت نصوص الكتاب والسنة في ذلك بما لا يدع مجالا للمسلم إلا الإذعان والانقياد لأمر لله تعالى: قال جلّ وعلا "ولا تتّبعوا أهواء قوم قد ضلّوا من قبل وأضلّوا كثيرا وضلّوا عن سواء السبيل" وقال النّبي صلّى الله عليه وسلّم: "من تشبّه بقوم فهو منهم" وغير ذلك من النصوص التي دعت إلى مجانبة هدي الكفار والمشركين في كثير من الأمور كصيام يوم عشوراء والصلاة في النعال وحفّ الشوارب وتوفير اللحى وغيرها كثير...
ومع تظافر هذه النصوص وتوافرها إلاّ أنّ السواد الأعضم من المسلمين قد وقعوا فيما حذّر النبيّ صلّى الله عليه وسلم منه كما في الصّحيحين من حديث أبي سعيد الخذر بأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم قال : "لتتّبعين سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتّى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه" قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟
قال : "فمن" أي فمن القوم إلاّ أولئك. ومن هذه السنن التي أبتلي المسلمون بتقليد الغرب فيها الاحتفال برأس السنة الميلادية وإحياء ليلها بتناول الحلويات ومتابعة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة التي تنظّم سهرات الغناء والرقص والفحش والمجون لاغواء المشاهدين وافساد المستمعين ... عباد الله أما علمتم أن مشاركتكم في احتفالاتهم وأعيادهم من باب اتخاذهم أولاياء.
والله تعالى يقول : "يا أيّها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض، ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين."
- أتشاركونهم فرحتهم وهم يفرحون بالاشراك بالله الكبير المتعال؟
- أتشاركونهم فرحتهم وهم الذين يفرحون ويرقصون على أشلاء ودماء المسلمين ممن قتلوهم في مشارق الأرض ومغاربها؟
- أتشاركونهم فرحتهم وهم الذين اغتصبوا المقدسات ودنّسوها وخرّبوها وسلبوها من بين أيدي أهلها على غرار ما يحدث في المسجد الأقصى في فلسطين؟
- فعلى ما تفرحون، أم بأي إسلام تدينون، أتفرحون بأعياد غيركم واخوانكم يحصدهم الموت حصدا بسبب لقمة لايجدونها فيقيمون بها أبدانهم وأصلابهم...
عباد الله إن اسلامكم هذا أوجب عليكم مقاطعة هذه المنكرات والابتعاد عنها وحرّم عليكم إتباع الغرب في أعيادهم واحتفالاتهم ومنها هذا الاحتفال المشؤوم فهل أنتم منتهون؟