رسالة إلى المجلس التأسيسي...
آسيا العتروس ـ تحت شعارالجمهورية "نظام حرية عدالة "الذي يؤثث الفضاء, وبحضورعائلات الشهداء الذين سقطوا لتحيا تونس بين الامم, وحضور أعضاء الحكومة الانتقالية التي تحملت ليس من دون تحديات أوعراقيل مهمة الانتقال بالبلاد الى شاطئ الامان أوهذا على الاقل ما تطلعت اليه مختلف الشرائح الاجتماعية في تونس, انطلقت بالامس الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني التأسيسي الذي منحه التونسيون ثقتهم قبل شهر في انتخابات تاريخية شهد العالم على نزاهتها وشفافيتها وأرادوا لها أن تكون محطة عبورلاعلان الجمهورية الثانية جمهورية الحرية والديموقراطية والعدالة...
لحظات تاريخية بالتاكيد امتزجت فيها مشاعرالفخروالاعتزازبالانتماء الى هذه الارض وهي ان كانت مشاعرلا تخلو من التناقضات الصارخة الممزوجة في الوقت ذاته بمشاعر الريبة والشك والخوف بشأن المستقبل فانها ستسجل معها استعادة الشعب سيادته المسلوبة وارادته المصادرة وحقه في تقريرالمصيرالذي يريد وليس ما يراد له...
وبرغم كل التجاذبات والانفعالات التي بلغت حد التلويح بالانسحاب والمقاطعة في أكثر من مناسبة, وبالرغم من التشنجات التي تخللت جلسة الامس فلا يمكن الا تصنيفها في اطارالمظاهر الصحية التي بدأت الساحة السياسية في تونس استعادتها منذ ثورة الرابع عشر من جانفي واعلان تلك الرغبة الشعبية المشتركة في القطع مع ارث ثقيل من الظلم والفساد والاستبداد والخروج من مرحلة القحط والجفاف التي هيمنت على البلاد طوال عقود نتيجة هيمنة الحزب الواحد والخطاب الواحد والفكرالواحد الذي لا مجال معه للاختلاف أو التعددية في الاراء والمواقف...
إن ما أمكن تدوينه تحت قبة البرلمان بالامس هو بالتأكيد سيؤسس لصفحة جديدة في مستقبل تونس على طريق المنافسة المسؤولة والتعددية البناءة وفي ذلك رسالة لكل الشرائح الاجتماعية التي من شأنها أن تبدد بعض المخاوف والشكوك وتؤكد أن معارضة اليوم لن تكون كمعارضة الامس ولا أن تكون بوق دعاية لاي حزب أو حكومة أو مسؤول, ولن تقبل بالتالي بدورالببغاء ولعبة الرؤوس المطأطئة وستكون متواجدة للدفاع عن الرأي الاخر ومواقف الاقلية متى استوجب الامر ذلك.
اشارة لا مجال لتجاهلها في هذه المرحلة وتتعلق بما تعرضت له سعاد عبد الرحيم ممثلة النهضة من استهداف لشخصها وهو أمرمرفوض ولا مبررله في قانون اللعبة الديموقراطية.
اخيرا وليس اخرا فربما يكون من المهم تذكيرأعضاء المجلس التأسيسي الذين أدوا اليمين جماعة بأن يتذكروا دوما تلك المقولة الشهيرة التي غالبا ما يتناساها المسؤولون وهي" أنه لو دامت لغيرك لما الت اليك" و خلال عام سيكون موعد الاختبار القادم مع الانتخابات التشريعية القادمة...
فعسى أن تكشف الايام القادمة مدى حرص أعضاء المجلس ومدى استعداد الحكومة المرتقبة لمواجهة مختلف التحديات والرهانات والكم الهائل من الملفات المعقدة التي ستكون بحاجة لكل الجهود لتحقيق اهداف ثورة الكرامة ثورة كل التونسيين دون استثناء...
الصباح 23/11/2011