بين محافظة عدن في الجمهورية اليمنية والمشاعر المقدسة مسافات شاسعة لكنها أصبحت أمام إصرار وعزيمة يافع السعدي (35 عاما) قصيرة جدا ولا تتجاوز الأمتار. يافع الذي خرج إلى الدنيا معوقا تمنى أن يحقق الله له الأماني بالحج، بعد أن أصبح ضيق ذات اليد حاجزا دون تحقيق تلك الرغبات والأمنيات. كان يافع يحلم ويحلم ويرسم الأماني كغيره من الشباب، لكن المرض حطم زهرة شبابه وأصبح جسمه النحيل غير قادر على السير، حتى سخر الله له فاعل خير ليحقق له تلك الرغبة بالحج، وشراء عربة متحركة جعلت يافع رغم أنه أقصر حاج في المشاعر المقدسة يسير بكل يسر وسهولة بجوار الأصحاء، كانت الابتسامة لا تفارق شفتيه. يلتقط يافع الحديث مبتسما وتعلو وجهه ملامح الفرح بأدائه لمناسك الحج «في كل عام كنت أنوي الحج لكن سرعان ما أصرف النظر عن ذلك لعدم قدرتي على أداء الفريضة خوفا على حياتي، ولكنني وفقت هذا العام وتحقق لي ما تمنيت بفضل الله، ثم بالخدمات المقدمة من حكومة المملكة».