قدّرت اعتمادات القسط الاول من مشروع القطب التكنولوجي للاتصالات بمنوبة الذي تم الشروع في استغلاله أول أمس الثلاثاء بـ 21 مليون و600 ألف دينار.
ويندرج مشروع القطب التكنولوجي للاتصالات بمنوبة في اطار تطوير الاستثمار الخارجي وخلق المزيد من مواطن الشغل في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال وخاصة في ميدان الاسناد الخارجي «offshoring».
54 هكتارا
ويقع هذا القطب التكنولوجي على الطريق الجهوية عدد 38 ويمتد على مساحة 54 هكتارا وتبلغ المساحة الجملية المغطاة لبناءات هذا القطب 300 ألف م2 ويشمل القسط الأول الذي تم الشروع في استغلاله سدس المساحة الجملية اي ما يعادل 50 ألف م2 ومن المنتظر ان يوفر مشروع القطب التكنولوجي بعد انتهاء انجازه تماما 15 ألف موطن شغل في حين يوفر القسط الاول من هذا المشروع 2500 موطن شغل في اختصاصات تكنولوجيات الاتصال والمعلومات ويتضمن فضاءات للمؤسسات تمتد على مساحة 12700م2 ومركز للمؤتمرات والخدمات يمتد على مساحة 3600 م2 وفضاء للباعثين الشبان الجدد يمتد على مساحة 1000 م2 علاوة على فضاء للبرمجيات الحرة «open source valley».
التهيئة الداخلية
قدرت اعتمادات انجاز التهيئة الداخلية لمشروع القطب التكنولوجي للاتصالات بـ 12 مليون دينار أما المرحلة الأولى من البناءات فقدرت تكلفتها بـ 21.6 مليون دينار وقدرت تكلفة شبكات الربط البخاري بـ 2.4 مليون دينار أما المنشآت على الطريق الجهوية عدد 38 فقد قدرت تكلفتها بـ 2.6 مليون دينار.
ومن المنتظر ان يتم انجاز المرحلة الثانية من البناءات في موفى سنة 2014 في حين ستتم التهيئة الداخلية للمشروع بصفة نهائية في موفى سنة 2011.
من جهة اخرى قدر عدد المؤسسات التي تم قبولها بمشروع القطب التكنولوجي للاتصالات بمنوبة بـ 24 مؤسسة تونسية واجنبية كما تم ايواء 10 مؤسسات صغرى ومن المنتظر ان تساهم هذه المؤسسات التي تم قبولها وايواؤها في احداث 156 موطن شغل.
ويتميز هذا المشروع بتنوع الاختصاصات المتمثلة في البرمجيات وانظمة المعلومات والمحتويات متعددة الوسائط علاوة على التجارة الالكترونية والترقيم الالكتروني والارشفة الالكترونية وايضا الملتيميديا وتكنولوجيا تحديد المواقع.
والهدف من انجاز هذا المشروع تطوير المحتوى الالكتروني والبرمجيات والتطبيقات الاعلامية وأيضا تطوير البرمجيات والحلول النقالة.
هذا بالاضافة الى العمل على تقديم خدمات اعلامية في مجال هندسة الطيران وخدمات الكترونية في مجال الصحة والسياحة والنقل وايضا السعي لتطوير البرمجيات في مجال الاشهار والتصميم الالكتروني.
عديد العوامل
كما ان بعث هذا القطب التكنولوجي الهام بمنطقة منوبة استند الى عدّة عوامل نذكر من أهمها وجوده قرب مركب جامعي يعتبر خزانا غير ناضب لموارد بشريّة مختصة وذات كفاءات عالية تتوزع على اختصاصات متعددة بما يمكن من ادماج تكنولوجيات الاتصال في جميعها كما تعتبر كلية الآداب رافدا لهذا القطب من حيث تزويدها له بكفاءات تتقن اللغات على اختلافها (عربية، فرنسية، انقليزية، ألمانية).
كما يساهم مدّ شبكة المترو الخفيف وتوسعتها، في احداث هذا القطب بمنطقة منوبة حيث يوفر المرونة في التنقل علما ان المسافة الفاصلة بين مطار تونس قرطاج وهذا القطب لا تتعدى الـ 20 دقيقة بما يتيح الانفتاح على الخارج ويسهل عمليات التزويد والتزوّد. ولعبت البنية الأساسية دورا مهما في فكرة بعث المشروع بهذه المنطقة لما تتميز به من خصال تجعل من حركة المرور من والى القطب سلسة ومرنة وسريعة.
وتجدر الاشارة الى ان الهدف من بعث هذا المشروع استقطاب المؤسسات المجدّدة والاستثمار الخارجي المباشر وايضا الحرص على دعم الاستثمار في القطاعات الواعدة ذات القدرة التنافسية العالية ودعم قطاع البحث والتطوير والتجديد علاوة على خلق مواطن شغل خاصة بحاملي شهادات التعليم العالي وتعزيز التنمية الجهوية والنهوض بالتجديد التكنولوجي.
مع العلم ان الخدمات التي سيتم توفيرها بهذا القطب تتمثل في الاستقبال والتوجيه وتوفير فضاءات تكنولوجية للمؤسسات وشبكة اتصالات عصرية ومصادر طاقة مؤمنة وايضا التنظيف والحراسة والصيانة والعناية بالمحيط الخارجي بالاضافة الى المتابعة والنهوض بالمؤسسات المتمركزة وخدمات مختلفة (مطعم، مشرب، مكتب بريد وكالة اسفار) وخدمات حسب الطلب وعلى عين المكان.
لذلك يعتبر القطب التكنولوجي للاتصالات بمنوبة ارضية متطورة تستجيب لمتطلبات المؤسسات في قطاع تكنولوجيات الاتصال والمعلومات.
سميحة الهلالي