أنباء عن وصول شاليط للقاهرة
إسرائيل تقر صفقة الأسرى
صادقت الحكومة الإسرائيلية بالأغلبية على صفقة تبادل الأسرى التي أبرمت مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتنص على إطلاق أكثر من 1000 أسير فلسطيني مقابل إطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وقد صوت لصالح القرار 26 وزيرا مقابل ثلاثة من كبار الوزراء في الحكومة، ومن بينهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.
وقد دعم الصفقة كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين على رأسهم وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الأركان بن غانتز ورئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) يوارام كوهين ورئيس المخابرات الخارجية (الموساد) تامير باردو.
وأعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن شاليط (25 عاما) -الذي أسرته فصائل المقاومة الفلسطينية في يونيو/حزيران 2006- سيعود إلى منزله خلال أيام.
وكان نتنياهو قال في مستهل الجلسة الاستثنائية للمصادقة على صفقة إطلاق الجندي إن مهمة إعادة شاليط إلى حضن عائلته كانت صعبة.
من جانبها أكدت حركة حماس إتمام صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل برعاية مصرية بعد خمسة أعوام من المفاوضات. وأضافت أن الأمر بات في إطار الترتيبات الفنية للتنفيذ.
من ناحيته قال أبو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية إن 99% من مطالب الفصائل قد تحققت ووافقت عليها إسرائيل.
وتنص الصفقة على إفراج إسرائيل عن 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل إطلاق شاليط.
مشعل يتوجه اليوم على رأس وفد من حماس إلى مصر لإتمام صفقة الأسرى (الجزيرة)
وفد حماس
وقال مراسل الجزيرة في القاهرة إن وفدا من حركة حماس بقيادة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل سيصل إلى مصر اليوم لبحث إتمام صفقة تبادل الأسرى.
وأوضح أنه بموجب هذه الصفقة سيفرج عن جميع الأسيرات والمرضى من الأسرى، فضلا عن 450 معتقلا من ذوي الأحكام العالية جدا.
غير أن مراسل الجزيرة في فلسطين نقل عن مصادر إسرائيلية قولها إن بعضا من القيادات الفلسطينية الذين ترددت أسماؤهم ضمن من سيفرج عنهم في إطار صفقة التبادل لن يفرج عنهم، ومنهم أحمد سعدات ومروان البرغوثي وعبد الله البرغوثي وعباس السيد وإبراهيم حامد وحسن سلامة.
وكان مشعل قال في مؤتمر صحفي بدمشق إنه سيكون من بين الأسرى المفرج عنهم 315 أسيرا محكوما عليهم بأحكام مؤبدة، وإن الصفقة التي وصفها بأنها إنجاز وطني ستشمل 27 أسيرة فلسطينية.
وبين مشعل أن إسرائيل ستفرج في المرحلة الأولى عن 450 أسيرا خلال أسبوع، بينما ستفرج في المرحلة الثانية عن 577 أسيرا بعد شهرين.
مصدر إسرائيلي ينفي الموافقة على إطلاق أحمد سعدات (يمين) ومروان البرغوثي ( رويترز )
فرحة
وفي الأثناء نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر أمني مصري قوله إن شاليط وصل بالفعل أمس الثلاثاء إلى القاهرة عن طريق معبر رفح.
وقد انطلقت أصوات هتافات وتصفيق من خارج خيمة الاحتجاج التي تقيمها أسرة شاليط أمام مقر إقامة نتنياهو منذ بضعة أشهر.
وأعربت والدة شاليط عقب موافقة الحكومة على الصفقة عن فرحتها، وقالت إنها لا تستطيع وصف مشاعرها، غير أنها أشارت إلى أنها ستكتم عواطفها حتى ترى ابنها بعينيها.
غير أن عشرات الإسرائيليين الذين فقدوا أبناءهم في عمليات نفذها فلسطينيون يتظاهرون قبالة خيمة الاعتصام احتجاجا على إبرام الصفقة.
من جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن سعادته الكبرى بإعلان التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق شاليط الذي يحمل الجنسية الفرنسية.
في المقابل شهد قطاع غزة مسيرات حاشدة مساء الثلاثاء بعد تأكيد أنبائها، حيث تجمع الآلاف قرب مسجد الخلفاء شمال القطاع بدعوة من حركة حماس.
ورددت الحشود هتافات تأييد لكتائب عز الدين القسام والفصائل التي أسرت شاليط، ودعت إلى أسر المزيد من الجنود لضمان إطلاق كل الأسرى من السجون الإسرائيلية.
وجرت في السنوات الأخيرة مفاوضات في 120 جولة بوساطات متعددة أغلبها عبر وسيط ألماني. وكانت صفقة التبادل قد جرى التفاوض عليها منذ سنوات، لكن إسرائيل عطلت مرارا إتمام ذلك، بدعوى أن طلبات حماس غير قابلة للتنفيذ، وأوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت مشروع اتفاق في اللحظات الأخيرة قبل خروجه من المشهد السياسي، ثم توقفت الصفقة مع تسلم نتنياهو مقاليد الحكم.
يذكر أن مجمل عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي قد بلغ 5204 أسرى منهم 145 أسيرا دون سن 18 عاما، حسب بيان أصدرته إدارة السجون الإسرائيلية في نهاية أغسطس/آب الماضي.
المصدر: الجزيرة + وكالات