تحول البريد التونسي إلى بنك بريدي
أكتوبر 07, 2011
poste-tunisie
هل هي خطوة غير معلنة نحو التخصيص؟
تونس – المحرر – نجيبة مخلوف
في وقت تشتد فيه المنافسة في القطاع المصرفي التونسي حول تطوير الخدمات البنكية والتقرب من الحريف ووسط تعثر نسق النمو الاقتصادي منذ مطلع العام الجاري الذي مازال يجابهه البنك المركزي التونسي بعدة إجراءات وتعديلات في السياسة النقدية أعلن البريد التونسي عن اعتزامه تغيير صفته إلى بنك بريدي وهي صفة تخول لهذا الهيكل العمومي إسداء القروض لحرفائه. وقد كان السيد منصور معلى أول من اقترح هذه الفكرة سنة 1970 عندما كان يشغل خطة وزير البريد والبرق والهاتف وقوبلت برفض الهادي نويرة محافظ البنك المركزي التونسي في ذلك الوقت.
وقد فسر مصدر مطلع من البريد التونسي هذه الخطوة بأنها تدخل في إطار نظرة استشرافية لتطوير قطاع البريد في اتجاه معاضدته للمجهود التنموي في الجهات الداخلية . وسيتم الإعلان رسميا عن هذا التحول الجذري للبريد التونسي بمناسبة اليوم العالمي للبريد الذي يوافق 9 أكتوبر من كل سنة.
وحسب السيد معز العبيدي (خبير اقتصادي ومالي ) فإن قرار البريد التونسي تغيير صفته إلى بنك بريدي سيشكل ضربة قوية للقطاع البنكي في تونس بالنظر إلى الشبكة الجغرافية للبريد التي تشمل كل الجهات مقارنة بالبنوك التي مازال وجودها يقتصر على المناطق البلدية. ويرجح الخبير الاقتصادي أن يساهم هذا التوجه في ارتفاع نسق قروض الاستهلاك التي ما فتئت نسبتها تشهد ارتفاعا مطردا من سنة إلى أخرى ويرى السيد معز العبيدي أن تكون هذه الخطوة التي أعلنها البريد التونسي بمثابة المرحلة غير المعلنة في اتجاه التخصيص الجزئي لهذا الهيكل الوطني ويعتبر أنه كان من الأفضل الانطلاق في إعادة هيكلة القطاع المصرفي التونسي في اتجاه دمج البنوك وإحداث بنوك شمولية جهوية تتمتع بالاستقلالية التامة عن المقرات الاجتماعية وتسدي جميع الخدمات البنكية لفائدة الحرفاء.
ورغم أن فكرة تحول البريد التونسي إلى بنك بريدي قد تم تداولها سنة2005 في ظل مرحلة جديدة من التطور والنمو المطرد لمختلف مؤشرات القطاع إلا أن توقيت إعلانها قد أثار عدة انتقادات يمكن أن تتخذ طابعا أكثر حدة من قبل النقابات البريدية إذا ما تأكدت نية التخصيص.
وحسب إحصائيات سنة 2010 قدرت قيمة الادخار البريدي بمليونين و200 ألف دينار ويتعامل مع شبابيك البريد التونسي يوميا أكثر من 700 ألف مواطن ويتعامل أكثر من ثلاثة ملايين تونسي مع مركز الشيكات البريدية وتبلغ قيمة الحسابات البريدية الجارية مليونين و358 ألفا من مؤسسات وأشخاص معنويين.
Posted in: المحرر الاقتصادي