صفاقس تعيش ايام رعب بمناسبة العيد

بسم الله الرحمان الرحيم

ليلة
العيد بصفاقس هذه المرة يستحق التوقف عندها سيما وانها تخطت كل حدود
التوقع لتجعل منها اقرب الى ليلة العنف والدم والبراكاجات ... وليلة سقوط
صفاقس في قبضة اللصوص والبلطجية الذين لم يردعهم الشهر الكريم ولا عيد
الفطر وحرمته عن ارتكاب الجرائم المروعة في حق العباد والبلاد ... وهي ايضا
ليلة غياب الامن الذي لم يتعامل مع هذه العصابات بالحزم الكافي
صحيح انه في اواخر ايام رمضان وليلة العيد بصفاقس في السنوات القليلة
الماضية كانت تزدهر فيها عمليات النشل والسرقة مع استغلال الاكتظاظ الشديد
بانهج المدينة العتيقة وباب الديوان وباب الجبلي على وجه الخصوص لكن ان
ينقلب الامر الى سرقات وبراكاجات بالمكشوف وباستعمال السيوف والسواطير ومن
دون أي رادع ومن دون أي خوف من جانب الجناة في ظل غياب الامن فهذا ما اصبح
حديث الاهالي في هذه المدينة التي افتقرت الى الامن في مناسبة دينية تدفع
على الامن ...
ما حصل بصفاقس كان بالفعل رعبا حقيقيا جعل السكان في خوف على انفسهم
وممتلكاتهم بعد ان بسط بعض المجرمين والبلطجية سيطرتهم على الطرقات بقوة
الحديد والغاز وبقية وسائل الاجرام واحتفالات العيد هذه السنة كانت ميزتها
الرعب والكوابيس والسكاكين والسيوف لابتزاز المفضوح والسرقات على المكشوف
او ان صح القول على المباشر والامثلة على التجاوزات عديدة وان كنا تعرضنا
الى معاناة رجل اعمال معروف بصفاقس يمارس تجارة بيع الملابس الجاهزة وله
محلات في كامل البلاد لما اعترض سبيله وهو في سيارته من نوع تويوتا رباعية
الدفع 3 اشخاص قاموا برشه بالغاز لشل حركته ثم القوه ارضا وفروا بالسيارة
وكاد يدفع حياته ثمنا لذلك وهو الذي سمع احد اللصوص يقول لمرافقيه انه اذا
لم يفقد وعيه فليتم الاجهاز عليه بسكين في جنبه
فان هناك امثلة اخرى حصلت في عيد هذا العام ونذكر منها ما لاحظته سيدة
وابنتيها الصغيرتين وهن في منطقة باب الجبلي في صفاقس 2000 لما هممن
باشتراء بعض اللوازم فاذا بالسيدة تلاحظ شبانا يدققون النظر اليها وبايديهم
السكاكين فاذا بها تسرع الخطى مع ابنتيها لتستقل سيارة تاكسي جماعي متوقفة
هناك قبل ان تقوم باشتراء أي شيء ممن كانت تحتاج اليه من لوازم العيد
وفي مساء يوم الاثنين استغل لصوص غياب رجل وزوجته عن المنزل الكائن بطريق
الافران حيث تحولا الى احد الاقارب لتناول طعام الافطار هناك فاذا باثنين
من اللصوص على متن دراجة نارية من نوع فاسبا يقتحمان المنزل ويسرقان 13 الف
دينار نقدا ومصوغ بقيمة 7 الاف دينار
كما انه في طريق سيدي منصور تعرضت بعض المنتزهات المنتشرة هناك الى
الابتزاز من بعض اللصوص الذين خيروا اصحاب هذه الاماكن بين منحهم اموالا او
القيام باعمال تخريب فيها كما هاجمت مجموعة من المخربين محلا بطريق
الافران وسرقوا سيارة صاحبته ولاذوا بالفرار
وفي طريق السلطنية حل بعض اللصوص على متن شاحنة خفيفة وجديدة تقول بعض
الاخبار انها مسروقة هي الاخرى وكانوا ينوون سرقة بعض الدراجات النارية
وتهريبها على متن هذه الشاحنة فتفطن لهم صاحب احدى الدراجات النارية ليكون
نصيبه طعنة بسكين حولته الى المستشفى واثناء ذلك التف بعض شباب المنطقة
لمطاردة اللصوص في هذه الشاحنة الذين فضلوا الهروب جريا على الاقدام وفي
غمرة الغضب تم حرق تلك الشاحنة الخفيفة
مسلسل التجاوزات لم يتوقف عند هذا الحد بل وصل الامر الى قطع الطريق التي
تربط صفاقس بسيدي بوزيد والقصرين على مستوى النقطة الكيلومترية 74 وخلالها
كان قاطعو الطريق يمارسون الارهاب على المارة ويمنعون كل من كان ينتمي الى
مدينة صفاقس من العبور ويطالبون هؤلاء بالاستظهار ببطاقات تعريفهم لتمييزهم
وهذا امر مرفوض وخطير نفس الوقت
وهذا من دون ان نتحدث عن حوادث التهور وسياقة السيارة بحالة سكر والتي دفع
احد هؤلاء حياته ثمنا لها بعد ان قام بصدم عدة سيارات قبل ان يجد نفسه خارج
الشاحنة الخفيفة مرميا على الاسفلت والدماء تتدفق من اذنيه
وسط كل هذه التجاوزات يبرز السؤال اين اختفى اعوان الامن ولماذا لم يحموا
صفاقس واهلها الآمنين من هجوم اللصوص والبلطجية والى متى يتواصل الحال على
ما هو عليه الان
ومخاوف ابناء الجهة اصبحت اكبر في ظل تجاوزات المعربدين وبعد احداث ليلة
العيد يتخوف هؤلاء من ان يمتد عبث العصابات الى ترويع التلاميذ ونحن على
ابواب العودة المدرسية والحال يفترض تكثيف الحملات الامنية وتمشيط المدن
وتنظيفها من المخربين

نـور الـديـن بـن مـحـمـد