عيد الفطر في تونس يمثل عيد الفطر المبارك مناسبة سنوية تحيي خلالها العائلات التونسية رصيدا ثريا من العادات الغذائية المختلفة من جهة الى أخرى .
ورغم أن استهلاك الحلويات يكاد يكون
القاسم المشترك بين عموم التونسيين فان لعدة جهات طقوسا خاصة في الطبخ لا
سيما خلال اليوم الأول لعيد الفطر .
ففي صفاقس يتناول السكان صباح يوم العيد
وقبل الانطلاق في المعايدة طبق الشرمولة الشهير الذي يستهلك مع السمك
المملح . وتتكون الشرمولة من البصل والزبيب ويرجعها مؤرخون الى العهد
الروماني فيما ينسبها آخرون الى الأتراك .
ويشرح المؤرخان يوسف الشرفي وعلي الزواري في “معجم الكلمات والتقاليد الشعبية بصفاقس” طريقة إعداد هذا الطبق .
ولطبخ الشرمولة يتوجب قلي كميات وافرة من
البصل المقطع في الزيت يضاف إليها مربى أو عصير الزبيب المنقى وبعض التوابل
مثل شوش الورد والقرفة والكبابة وتركها تطبخ على نار هادئة لساعات طويلة .
وتختلف شرمولة صفاقس عن شرمولة قرقنة
وجربة وتونس وبنزرت ويتم طهيها قبيل يوم العيد. ومع الشرمولة يتناول الحوت
المملح الذي يكون عادة من الأسماك كبيرة الحجم مثل المناني والبوري والكرشو
والغزال والشلبوط .
ويتم غالبا شراء هذه الأسماك طازجة
وتشريحها وتمليحها خلال شهر رمضان على أن يزال عنها الملح ليلة العيد لتطبخ
في اليوم الموالي مغلاة في الماء .
وللإيفاء بطلبات الجهة المتزايدة من
الأسماك تم اللجوء الى توريد أنواع منها من الخارج أبرزها سمك البكلاو الذي
يجلب من النرويج والبرتغال ويباع في شكل شرائح مملحة .
وينشط طوال شهر رمضان بيع السمك المملح في
سوق باب الجبلي بصفاقس ليتراجع في الأسبوع الأخير من شهر الصيام. وعادة ما
تجرى عملية البيع على طريقة “الدلالة”.
وتزدان المائدة الصفاقسية صباح العيد
بأطباق الشرمولة ذات اللون البنى والأصفر والحوت المالح ذي البياض الناصع
ورغائف الخبز الى جانب المشروبات الغازية التي يحبذ سكان المدينة تناولها
مع الشرمولة والحوت المالح. وتمثل الشرمولة والسمك المقلي الأكلة الرئيسية
لأغلب سكان جزيرة جربة يوم عيد الفطر .
وشرمولة جربة عبارة عن مرق البصل والطماطم
والفلفل الأحمر والزيت والملح. أما السمك فيقلى بالكركم والكمون والملح
قبل العيد بيوم واحد. وتؤكل شرمولة جربة بخبز أصفر اللون يسمى كسرة يصنع من
الفارينة .
وتنفرد معتمدية بن قردان التابعة لولاية
مدنين بإعداد عصيدة الفارينه بالمعقود وهي مرق بالقرع الأحمر واللحم تجتمع
العائلة الموسعة في منزل الأب أو الأخ الأكبر لتناوله مع أكلات أخرى أبرزها
الكسكسي .
وفي بنزرت دأبت نساء الجهة على إعداد
الأسماك القاروص والوراطة والمرجان غداء لأول أيام العيد و المدفونة مرق
بسيقان أو رأس الضأن غداء لليوم الثاني وطبيخ الخضر الورقية والبقول غداء
لليوم الثالث .
وحسب الموروث الشعبي للجهة يساعد إتباع
هذا النظام الغذائي طوال الأيام الثلاثة الأولى التي تلي شهر رمضان على
تطهير الأمعاء والمعدة من الغازات وتهيئها تدريجيا للاستئناف نشاطها الهضمي
بالكامل بعد شهر من الصيام .
وتختار نساء عدة مدن بالوطن القبلي طهي
الملوخية والحلالم والمحمصة في اليوم الأول من العيد فيما تفضل نساء بمناطق
من ولاية قفصة طهي الفول .
من أخبار تونس.