صـباح الوطن
موعد الصباح
إقالة أكثر من ألفي مدير وناظر؟
يكتبه كمال بن يونس ـ في الوقت الذي انشغل فيه ملايين من التلاميذ والأولياء في إجازات صيفية ومواسم الشواطئ والاعراس يبدو أن وزارة التربية تفكر في تغيير شامل لقائمة مديري المدارس والمعاهد الثانوية والاعدادية.. سمعت وقرأت مرارا عن تجمعات واعتصامات نظمها عشرات (او مئات) من هؤلاء المديرين قبل الامتحانات وبعدها امام مقر الوزارة في القصبة فاعتبرتها جزءا من "اجواء ما بعد الثورة "..
قيل لي ان بعض هؤلاء المديرين رفعوا شعارات "عنيفة جدا" ضد الاستاذ الكبير الطيب البكوش وزير التربية المؤقت وعددا من مساعديه فقلت : " انها " تخميرة " ستمر و" سكرة ستطير"..ولا يمكن لأحد ان يقلل من حجم مناضل ديمقراطي ونقابي ومثقف حقوقي في حجم الجامعي المستقل والوطني الغيور الطيب البكوش..
لكن يبدوان الخلافات بين المديرين والنظار الحاليين من جهة ووزارة التربية وقيادة نقابة التعليم الثانوي من جهة ثانية تعمقت وتوشك ان تؤدي الى قطيعة والى تغيير شامل للمديرين والنظار وفق مقاييس طعن كثير من النقابيين والادرايين في جديتها وفي توازنها ومصداقيتها " لانها لا تسوي في الحظوظ عند اسناد النقاط خلال الترشحات للادارة مستقبلا "..
صحيح ان بعض المديرين والمديرات السابقين كانوا قد عينوا تحت ضغوطات " رموز من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي ومسؤولين في وزارة الداخلية "..
وصحيح ان بعضهم ينبغي ان يعفى من مهامه..اذا اثبتت التحقيقات تورطه في اخطاء مهنية فادحة..
لكن هل يعقل المغامرة بالتلاعب بمستقبل ملايين من التلاميذ والطلبة والاولياء والمربين زمن التحضيرات للسنة الدراسة الجديدة لمجرد حرص "بعض الاطراف " على الاستفادة من " المرحلة الانتقالية " التي تمر بها البلاد لتعيين موالين لهم على راس مؤسسات عمومية عديدة من بينها نحو الفين من المدارس والمعاهد يؤمها ملايين الاطفال والشباب ؟
هل يعقل ان تشمل الصراعات الايديولوجية والحزبية الاطار التربوي للمعاهد والمدارس؟
لا ياسيادة وزير التربية المؤقت..
لا ياحكومتنا المؤقتة..
رفقا بالقوارير..
ورفقا بفلذات اكبادنا..
ولينزع النقابيون ورموز الاحزاب اليمينية واليسارية جلابيب السياسية بعيدا عن المؤسسات التربوية وخارج وزارة التربية التي يعود لها فضل بناء اجيال من الكفاءات والادمغة التونسية وتركيز أسس الدولة الحديثة منذ 55عاما..
رحم الله الامين الشابي ومحمود المسعدي والافا من المربين الذين آمنوا أن قوة تونس في ادمغتها "وفي المادة الشخماء".. المصدر الصباح 21/7/2011