بسم الله الرحمان الرحيم
«الذهب الأخضر» أو «ستيفيا stevia» هي نبتة سكرية من أمريكا الجنوبية وتحديدا من منطقة الباراغواي تحتوي على مادة الـ «ستيفيوسيد» وهي أحلى من السكر الاصطناعي ما بين 300 و400 مرة وهي نبتة خالية من الحريرات تستعمل لتحلية المشروبات والمأكولات والمرطبات وتعوض مادة السكر الاصطناعي المعد لمرضى السكري الذي يحتوي في أغلب بلدان العالم على مواد كيميائية ما عدا البلدان الأمريكية التي أصبحت مستخصلات «الستيفيا» متوفرة في جميع المشروبات الغازية (كوكا كولا وببسي كو وتروبيكانا وتويست وروت بير وبلاك شاري وغيرها) والعصائر واليابان التي تسعى إلى توفير مستخلصات الستيفيا في جميع المواد الغذائية لما لها من فوائد صحية وغذائية فضلا عن كونها تقضي على جميع البكتيريات حول الأسنان على عكس مادة السكر الاصطناعي وتساعد على استقرار ضغط الدم والتخفيض من السمنة والبدانة كما تقضي على الإرهاق النفسي والبدني.
و حسب الدراسات والبحوث العلمية فإن الصين أكبر بلد منتج ومزود عالمي لنبتة الستيفيا في حين لا توجد حاليا في بلدان أوروبا وافريقيا التي أضحى بعضها يستورد كميات هامة من هذه النبتة بالعملة الصعبة لما لها من جدوى ومنافع صحية على الذات البشرية.
«ستيفيا» سيدي بوزيد
و قد تمكن الباحث محمد ناجي قادري أحد سكان منطقة الرقاب من ولاية سيدي بوزيد والمقيم حاليا بفرنسا من انجاز مشروع نموذجي مصغر يتمثل في إنتاج هذه النبتة التي أطلق عليها اسم «الذهب الأخضر» بعد أن تفطن إلى وجود كل الظروف الملائمة لإنتاج هذه النبتة (مناخ – ماء عذب وتربة صالحة للزراعة) في منطقة قصر الحمام من معتمدية الرقاب خاصة وفي سيدي بوزيد عامة.
طاقة تشغيلية هامة
ذكر الباعث محمد ناجي لـ«التونسية» أن زراعة «الستيفيا» تساعد على استقطاب اليد العاملة المنتجة وخاصة من ذوي الكفاءات العليا حيث توفر وحدة 50 هكتارا شغلا لـ1000 عامل بما فيهم 150 إطارا عاليا وأضاف أن عمر نبتة «الستيفيا» يمتد لخمس سنوات ويمكن جنيها أو حصدها 3 و4 مرات سنويا وهي نبتة تشبه (الفصة والسيرقو) يصل طولها إلى ما بين 80 صنتمترا و120 صنتمترا.
و عن مردودية نبتة «الستيفيا» في سيدي بوزيد ذكر القادري أن إنتاج الهكتار الواحد من هذه المادة يتراوح ما بين 80 و100 كيلوغرام من مسحوق «الستيفيوسيد» بعد أن يتم تجفيف أوراق هذه النبتة ثم تذوب في الماء الساخن قبل أن يتم تحويلها في المصنع ليستخرج منها مسحوق أبيض حلاوته أكثر من حلاوة السكر 300 مرة ويمكن بيع الكيلوغرام الواحد من المسحوق بحوالي 500 دينار تونسي.
مصنع لـ«الستيفيا» في سيدي بوزيد مكسب لبلدان
أوروبا وإفريقيا
و قال محمد ناجي «أن إنتاج الستيفيا بجهة سيدي بوزيد يعد مكسبا هاما للجهة والبلاد التونسية وبلدان أوروبا وإفريقيا على حد السواء باعتبار الحاجة الملحة لهذا المنتوج من قبل عموم الناس خاصة مرضى «السكري» و«السمنة» من جهة أخرى» أضاف «أنه لا خوف على ترويح المنتوج إذ أن جميع بلدان العالم تتجه إلى استهلاك هذا المنتوج الطبيعي مائة بالمائة سيما أنه لا يستوجب المداواة ولا يقبل استعمال جميع المواد الكيميائية».
و بيّن القادري أنه يعتزم إنجاز مصنع لإعداد مسحوق الستيفيوسيد بجهة سيدي بوزيد التي تعد أرضية خصبة وأنه يوجه نداء إلى وزارة المالية أن تتفهم وضعية الفلاحين الذين يرغبون في تعاطي زراعة نبتة «الستيفيا» وذلك بإسناد قروض موسمية لهم وأنه (محمد ناجي) سيكون ضامنا في الإنتاج والفلاح وإيجاد السوق لترويج المنتوج داخل البلاد وخارجها خصوصا وأن زراعة 1000 هك من الستيفيا لا تلبي حاجة التونسيين وبالتالي لا بد للجهات المسؤولة جهويا ومركزيا من الانتباه إلى هذه المسألة لما ستلعبه من دور هام في تنشيط
الدورة الاقتصادية من جهة وفي تشغيل المعطلين عن العمل من جهة أخرى وخاصة في جهة ظلت تعاني من التهميش والمماطلة عقودا طويلة.
محمد الصالح الغانمي