يبدو
أن «الترويكا» تراجعت عما ما كانت تعهدت به واعلنت عنه سابقا من أن موعد
الانتخابات سيكون شهر مارس المقبل. وهو ما اعلن عنه مصطفى بن جعفر رئيس
المجلس التأسيسي مؤخرا بعد أن كان
حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة أكد قبله أن الانتخابات ستجرى بين
مارس وجوان 2013 ليؤكد في تصريح لاحق أن الانتخابات ستجرى يوم 20 أو 21
مارس 2013.
فرضية
التراجع تؤكدها تصريحات حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة لوفد من
المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي العالمي الذي زار بلانا والتقى رئيس
الحكومة يوم 16 جويلية الجاري اذ
تقول المصادر أن الجبالي ذكر لهم ان الانتخابات لن تجرى في الموعد المذكور
وان موعدها سيحدد لاحقا. مع العلم ان الاتفاق حصل بين الجبالي وضيوفه على
عقد المنتدى الاجتماعي العالمي في تونس بين 23 و28 مارس 2013. أي تقريبا في
نفس الفترة المحدد فيها موعد الانتخابات سابقا.
وكان
حمادي الجبالي أكد في شهر أفريل الماضي خلال مؤتمر صحفي في جربة على هامش
مؤتمر متوسطي للسياحة إنّ الانتخابات المقبلة ستجرى بين شهري ماس وجوان
2013 على أقصى تقدير.
وقال «تعهدنا بإجراء الانتخابات بين مارس وجوان العام المقبل وسوف تشرف عليها هيئة مستقلة». ثم وفي غرة جوان الماضي أكد الجبالي كلام بن جعفر مشيرا الى ان الانتخابات ستجرى يوم 20 أو 21 مارس وذلك خلال مشاركته في اختتام الدورة الخامسة لمنتدى التعاون العربي-الصيني بالحمامات.
لكن
جل الخبراء شككوا وقتها في المواعيد المقدمة خاصة في ظل التباطؤ في تفعيل
مرسوم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي يترأسها كمال الجندوبي والتي
تتطلب وقتا كبيرا لتسجيل الناخبين وضبط روزنامة الانتخابات وضمان إجرائها
في أحسن الظروف.
ويشار
إلى أنّ الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، التي عوضت لأول مرة في تاريخ
تونس وزارة الداخلية في تنظيم الانتخابات، أوقفت نشاطها بعد انتخابات 23
أكتوبر 2011، وقامت بتقديم تقريرها الأدبي منذ أشهر.
وكان
كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أكد أنه وعكس ما
صرح به مصطفي بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي من المستحيل تنظيم الانتخابات
الرئاسية والتشريعية القادمة في 20 مارس2013 واشار الى أن مراحل الانتخابات
تتطلب الكثير من الوقت لتجنب الوقوع في الأخطاء التنظيمية والفنية، وهو ما
يستوجب إرادة سياسية لتفعيل الاطار القانوني المتعلق بالانتخابات لإعادة
نشاط الهيئة العليا المستقلة وإعادة النظر في المراسيم المتعلقة بالأحزاب
والجمعيات.
وخلال
اختتام اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب الذي أشرف عليه مصطفى
بن جعفر، ذكر هذا الاخير:» سنسعى الى المصادقة على بعث هيئة مستقلة
للانتخابات قبل 26 أوت وكذلك على بعث هيئة مكلفة بالإعلام السمعي
البصري...». الوقت يمر والتصريحات تتضارب والاجراءات قد تطول وربما يطول
معها موعد الانتخابات القادمة.