العجانقة بجبنيانة: بنية تحتية هشة... تصحر ثقافي ووضعيات اجتماعية مزرية
عانت منطقة «العجانقة» التي تعتبرمن أهم المناطق في ربوع جبنيانة و أكبرها مساحة وأكثرها سكانا كغيرها من مناطق الجهة من الحرمان و الظلم و التهميش. فماذا عن واقعها ؟ وماهي طموحاتها و تطلعاتها ؟
تمسح قرية العجانقة والمناطق التابعة لها 5000 هكتارا أراضي سيالين وعزيزة عثمانــة . هذه الوضعية العقارية المعقدة والشائكــة عطلت بشكل لافت مسيرة التنمية وأصبحت شاغلا يؤرق المتساكنين و يعيق مصالحهم الاجتماعية والاقتصادية و يجعلهم عاجزين عن الانتفاع بالقروض و التعامل مع البنوك بكل أريحية لبعث مشاريع تنموية تساهم في تنشـيط سوق الشغل.
فالتدخل الفوري لتصحيح الوضعية العقارية يعتبرحلما يراود المتساكنين و مطلبا يرنو الجميع الى تحقيقه .
بنية تحتية مهمشة
تشكو القرية والمناطق المجاورة لها من هشاشة بنيتها التحتية ، فالطريق التي تربطها بمركز المعتمدية و البالغ طولها حوالي 12كلم تزخر بالحفر و النتوءات نتيجة الاهمال و غياب حملات التعهد و الصيانة الفورية مما أثر سلبا على وسائل النقل و أقلق مستعمليها. و عليه فان تعهدها أمر تحتمه الحاجة مساهمة في المحافظة على المكتسبات الوطنية و تيسير حركة الجولان . أما طريق العجانقة -المصيفة- الخضارة التي تمتد على طول 5 كلم فقد هجرتها وسائل النقل العمومي تاركة متساكني الخضـــارة في حيرة من أمرهم يذوقون الأمرين و خاصة تلامذتها الذين يزاولون دراستهم الابتدائية والاعدادية بالعجانقــــة متحملين الويلات في سبيل ذلك . كما أن طريق» الجبارنة -القلالجة» البالغ طولها قرابـــة 3 كلم و طريــق العجانقة أولاد جاب الله التي تمتد على 2 كلم ظلتا غير معبدتين في حين بقـــي مدخــل» البروق» الذي يمتد على 300 متر ومدخل «الأعيـاف 1 و «2 البالغ طوله 500 متر فهومن أبرز النقاط السوداء لمـــا يسببانه من قلق وازعاج للمتساكنين باعتبارهمـا يتحولان الى برك في فصل الأمطار. فتنميــة هذه الشرايين الحيويةهي من أهم المطالب التي يحرص المتساكنون على تحقيقها في اطار تكريس التنميـــة الجهوية. وتعهد المسالك الفلاحية وصيانتها بصفة منتظمة و مسترسلة أمرأكيد و متأكد حتى تكون مؤهلة للقيام بدورها الاجتماعي و الاقتصادي في ظروف طيبة .
نقص في الأدوية وانعدام قاعات علاج
إن المتأمل في هذا المجال يلاحظ دون شك أن مستوصف القرية ما يزال في حاجة الى تدعيم عياداته الأسبوعية نظرا لتزايد عدد رواده من أولاد حميدة وأولاد جابالله و الخضارة و الغراسة الى جانب النقص الفادح في الأدوية و خاصة المتعلقة بالأمراض المزمنة.كما أن الحالات المرضية العرضية تهدد صحة المتساكنين و سلامتهم في ظل غياب قاعات علاج في مختلف المناطق الآهلــة بالسكان. و يؤكد المتساكنون على إحداثها لتوفير الإسعافات الأولية الضرورية خاصة في فصل الصيف الذي تكثر فيه الحشرات السامة و برمجة اعادة النظر في الخارطة الصحية المحلية ببعث مستوصفات بكل من أولاد حميدة و أولاد جاب الله و الخضارة تجسيدا لمبدا شعار» صحة للجميع «.
نقائص تعيق تطور الفلاحة السقوية
في اطارالارتقاء بالمجال الفلاحي و تعصيره شهدت المنطقة احداث يئر عميقة و منطقة سقويــة تمسح قرابة 110 هكتارا و لئن انطلقت بتدفق 50 لترا في الثانيــــة فان هذه النسبـة تراجعت خلال السنوات الأخيرة الى حوالي 20 لترا. ولئن تعددت الآراء حول أسبابها و مسبباتها و الصعوبات التي يعانــــي منها الفلاحون لذلك فان الجميع يؤكد على فتح ملف البئر و اتخاذ القرارات العمليــة قي شأنهـا في اطار المحافظة على المكتسبات العامة و مزيد تأطير الفلاحين والعناية بمشاغلهم والإسراع بتجديد هيئـــة الجمعية المائية مساهمة في الارتقاء بالمسيرة الفلاحية وتوفير ظروف عمل طيبة .
رحلة العطش
لئن شهدت شبكة الماء الصالح للشراب توسعا محمودا فانها عجزت عن الوصول الى منطقة «السكاريت» وأولاد الحاج صالح و»وادي المعزة» التي تضم 120 عائلة بسبب التشتت السكاني وارتفاع الكلفة وهو ما يحتم على الساهرين على القطاع مساعدة هذه العائلات لتنعم بهذا المرفق الحياتي الضروري .
بين البطالة و التصحر الثقافي
عانت المنطقة من التصحر الثقافي بسبب افتقادها لتقاليد ثقافية ودار للشباب تستقطب شباب الجهــة المتعطش لإبراز مواهبه وتمكينه من فرص الخلق و الابداع في مناخ تربوي سلــيم . هذا الشباب يعاني كذلك من التهميش و البطالة في ظل غياب مؤسسات اقتصادية قادرة على استقطابه سواء منهم حاملــي الشهائد العليا البالغ عددهم حوالي 120 أوغيرهم . و لئن خير بعضهم الهجرة لتحسين أوضاعه الاجتماعية و المادية فان آخرين تسلحوا بالعزيمـة و الصبر و صارعوا الزمن بلا كلل أو ملل من أجل فرض الذات في حين ماتزال مجموعة هائلة تتخبط في البطالة يدغدغها أمل المستقــبل الباسم و المشرق لتحقيق أحلامهم الوردية .
هل تقع اعادة النظر في هذين البئرين ؟
في اطار عمليات التنقيب عن المحروقات تم خلال سنة 1978 حفر بئر «بورمادة» النفطيـة علـى حدود ولاية المهدية و في سنة 1988 وقع حفر بئر ثانية بالقرية و قد هلل المتساكنون وكبروا باعتبارهما ستغيران وجه المنطقة اقتصاديا و اجتماعيـا لكنهما ظلتا مغلقتين بحجـة أن تكلفة استغلالهما تفوق مردوديتهـمـا . وفي ظل ارتفاع أسعار المحروقات يمكن اعادة النظر في واقع البئرين و العمل على استغلالهما في اطارإشعاعهما على المحيط و مساهمتهما في دعم التنمية والتشغيل بالمنطقة .
المختار بنعلية
الصباح 30/5/2011