في منزل الطالبة التي تصدت للاعتداء على العلم بجامعة منوبة
أقدمت على فعل أبسط ما يمكن أن يفعله أي تونسي.. وبعد غد سيستقبلني رئيس الدولة
مثلما يعلمه الجميع أثارت حادثة إنزال العلم التونسي المفدى و إذلاله من قبل مجموعة من السلفيين المتشددين بمدخل كلية الآداب بمنوبة في غضون الأسبوع الجاري موجة عارمة من الإدانة بلغت حد التجريم على خلفية خطورة الحادث..
ولئن جدّ الحادث في محيط تونس الكبرى وتفاعلت مع حيثياته جميع مناطق البلاد فإنّ التفاعل كان أكثر وقعا بمدينة قفصة لسبب بسيط يتعلق بكون الفتاة التي تصدت لهذا العمل الخطير من قبل المجموعة المذكورة هي أصيلة قفصة و تدعى خولة الرشيدي.. فتاة عمرها 25 عاما و تزاول تعليمها بالمؤسسة الجامعية المذكورة بالسنة الأولى ماجستير فرنسية.. « الصباح « كانت في الموعد لمحاورة خولة الرشيدي وكشف ملابسات هذه الحادثة الخطيرة وكذلك لنقل انطباعاتها هي وأفراد عائلتها..
قبل أن نلتقي«خولة» كان علينا لزاما أن ننتظرعدة ساعات قبل وصولها الى بيتها بحي» العسالة « و باستفسارنا عن غيابها أجابنا والدها عم « عبيدي « وهو متقاعد من مصالح الفلاحة أنها لا تزال قيد التحقيق من قبل السلط الأمنية للكشف عن ملابسات الحادث ليكون وصولها نحو الثانية ظهرا حيث بادرناها بالسؤال حول اللحظات التي عاشتها خلال الحادثة وكيف تصرفت بتلك الطريقة لمنع أحد الشبان الملتحين من انزال علم تونس.. فكانت اجابتها سريعة و بديهية إذ قالت: « كانت المفاجأة أقوى مما تصورت حيث توجهت في البداية بنداء الى هذا الشخص بان يكف عن صنيعه ولما لاحظت اصراره على التمادي في اهانة العلم المفدى عندها لم أشعر كيف ألقيت بمحفظتي وكيف تسلقت الجدار لإنتشال العلم من يدي الرجل وقبل أن أتمكن من ذلك دفعني بقوة ليطرحني جانبا ومن ألطاف الله أنّني لم أهو من ذلك العلو..» وبعد لحظات من التأمل تواصل « خولة « حديثها لتقول لنا باستغراب: « بعد أن أستعيد تلك اللحظات أؤكد لكم أنّني سأكون حتما عاجزة الآن على كسب رهان الصعود مرة أخرى أو تجاوز ذلك العلو، غير أن قوة غير عادية دفعت بي الى تخطي كل الموانع.. ببساطة لقد أقدمت على فعل أبسط ما يمكن أن يفعله أيّ تونسي آخر لحظة الإعتداء على أحد مقدسات الوطن.. «
اثر ذلك جلبت والدتها السيدة « ياسمينة « العلم التونسي المفدى ولفت به « خولة « التي لم تتمالك عن البكاء للحظات قبل أن تواصل معنا حديثها حيث وضّحت أمرا هاما حين قالت لنا أن شخصا ثانيا ملتحيا هو من حاول تمزيق العلم المفدى وتحديدا حينما افتكه من يدي الشخص الأول الذي قام بدفعي في البداية..»
في الأثناء كان منزل « خولة « يتدفق عليه الجيران وعدد من رجال الإعلام وعلى الرغم من ذلك حاورنا والدها وسألناه عن المستجدات التي عقبت هذه الحادثة ووقعها على أفراد العائلة حيث أفادنا أن « خولة « قد تم استدعاؤها من قبل رئيس الدولة للقائها بعد غد ( الإثنين ) كما أفادنا أن ابنه القاطن بالعاصمة هو من تولى مرافقة « خولة « ليلا الى مدينة قفصة خشية بعض المفاجآت غير السارة إلا أنه يشعر الآن بالأمان على ابنته التي شرفت المرأة التونسية وكذلك أهالي قفصة باعتبار كونها وسط محيطها العائلي رغم مطالبته السلط المعنية بضرورة تأمين سلامتها من أية ردة فعل محتملة..
رؤوف العياري assabah 10/3/2012