في قراءة إحصائية لانتخابات 23 أكتوبر
الفئات الفقيرة والاناث ساهمت في صعود «النهضة»
كشف أستاذ الاقتصاد عبد الرحمان اللاحقة أن حركة النهضة التي فازت بأغلبية المقاعد في المجلس التأسيسي قد استقطبت غالبية الناخبين من الفئات الهشة والفقيرة ومن المناطق الريفية. ويتراوح معدل أعمار الناخبين بين 20 و 29 سنة غالبيتهم من الإناث ومستواهم التعليمي بين الابتدائي والثانوي.
وتعتبر هذه النتائج خلاصة دراسة حملت عنوان" قراءة إحصائية في انتخابات 23 أكتوبر 2011 " قدمها الأستاذ عبد الرحمان خلال مداخلته" التي ألقاها أمس خلال الندوة الصحفية التي التأمت ببادرة من جمعية تنمية الديمقراطية.
وفسر أن التحليل اعتمد على 6 أحزاب (النهضة، التكتل، المؤتمر من اجل الجمهورية، العريضة الشعبية، القطب الديمقراطي الحداثي والحزب الديمقراطي التقدمي) باعتبارهم تحصلوا على 66،4 بالمائة من نسبة الأصوات.
وقد استعملت الدراسة تقنيات الاقتصادي القياسي من ذلك نسبة الفقر التي ساهمت بصفة ايجابية في عدد المقاعد التي تحصلت عليها حركة النهضة وتيارالعريضة الشعبية.
وأوضح أن مؤشر الفقر اعتمد كالتالي: على كل 1 بالمائة من نسبة الفقر في معتمدية أو ولاية ما قد ساهمت في زيادة بنسبة 0،24 بالمائة في رصيد حركة النهضة و 0،37 بالمائة في رصيد تيار العريضة الشعبية مضيفا ان كل من حركة النهضة والعريضة الشعبية قد لقيا حظهما في المناطق الريفية.
وحسب نفس الدراسة فان ناخبو باقي الأحزاب التكتل والمؤتمرمن اجل الجمهورية والقطب الديمقراطي الحداثي والحزب الديمقراطي التقدمي وهم من مستوى تعليمي جامعي فما فوق.
كما منحت الفئات العمرية بين 50 و 59 سنة أصواتها بصفة كبيرة للقطب الديمقراطي الحداثي والتكتل من اجل العمل والحريات الذين سجلوا حضورا بارزا في المناطق الحضرية والعاصمة. كما صوتت الفئة العمرية بين 30 و39 سنة بكثافة للمؤتمر من اجل الجمهورية.
تركز الأحزاب جغرافيا
من جهة أخرى أبرزت الدراسة أن حركة النهضة تركزت بكثافة في الولايات التالية: قابس ومدنين وتطاوين وصفاقس وبنزرت وتونس الكبرى في حين استقطب تيار العريضة ابرز ناخبيه من ولايات الوسط: القيروان وسيدي بوزيد والقصرين ومنحت ولايات قبلي وجربة ونابل غالبية أصواتها للمؤتمر من اجل الجمهورية. أما الحزب الديمقراطي التقدمي فقد سجل حضورا بارزا في ولاية باجة واحدى معتمديات ولاية سوسة وغاردماء من معتمدية جندوبة. اما القطب فقد تمركز بكثافة في معتمدية نفطة وتونس العاصمة وضواحيها.
سيناريو مخالف
تجدر الإشارة الى أن الأستاذ اللاحقة تخيل سيناريو مغاير لانتخابات 23 أكتوبر لو اقتصر على مشاركة 6 أحزاب السالفة الذكر فقط. وخلص الى القول بان الفقراء سيتوجهون أكثر للعريضة الشعبية الأمر الذي سيسهم في خسارة حركة النهضة وستكون هذه الأخيرة الرابحة في المناطق الحضرية.
منال حرزي * الصباح * 19/2/2012