ذكرت صحيفة تونسية الإثنين، نقلا عن تقرير لمركز يافا للدراسات والأبحاث أن جهاز الإستخبارات الإسرائيلي "الموساد" كثّف نشاطه بعدة مدن تونسية بعد ثورة 14 جانفي 2011 عبر تركيزه لشبكة رصد وتخريب تستهدف دول المنطقة.
وقالت صحيفة "المصور" التونسية الأسبوعية، في عددها الصادر الاثنين، إن جهاز "الموساد" الإسرائيلي "عمل بالتعاون مع المخابرات المركزية الأميركية "سي أي إيه" على تجديد نشاط شبكة جواسيسه في تونس بعد الثورة ".
وهذه الشهادة الثانية على مدى اليومين الأخيرين التي تتحدث صراحة عن نشاط جهاز الاستخبارات الإسرائيلي في تونس بعد شهادة الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين على قناة حنبعل.
وقالت بن سدرين في حوار مع قناة حنبعل بث في وقت سابق إنها تمتلك عدة مؤشرات عن تغلغل الموساد في تونس في فترة ما قبل الثورة وبعدها، خاصة في ظل الانفلات الأمني الذي ساد مختلف المدن التونسية في أعقاب ثورة 14 جانفي ما ساهم في خلق اجواء ملائمة لتكثف النشاط الاستخباراتي لعدة دول أجنبية في تونس، ومن بينها جهاز الموساد.
وسبق أن تحدثت وسائل الإعلام العام الماضي اثر تسريبات لوثائق عن التعاون الاستخباراتي للرئيس المخلوع بن علي مع الدولة العبرية في المنطقة.
ونقلت صحيفة المصور الاثنين تحت عنوان "خطير: الموساد كثّف نشاطه بعد الثورة في تونس وجربة وسوسة"، عن تقرير لمركز يافا للدراسات والأبحاث، أن شبكة جواسيس "الموساد " تنتشر بعدد من المدن التونسية، حيث يختص كل فرع بنشاط محدد .
وأوضحت أن فرع تونس العاصمة لجهاز "الموساد"، يهتم برصد الأهداف في الجزائر، فيما يهتم فرع جزيرة جربة (برصد الأهداف في ليبيا، بينما يهتم فرع مدينة سوسة بالقضايا المحلية التونسية .
ووفقا للصحيفة، فإن شبكة جهاز "الموساد" الإسرائيلي في تونس تركز على 3 أهداف هي "بناء شبكات تخريب وتحريض، ومراقبة ما يجري في الجزائر وليبيا، بالإضافة إلى مراقبة ما تبقى من نشاط فلسطيني في تونس، ومتابعة الحركات الإسلامية السلفية ".
وأضافت أن مهمة الشبكة تشمل أيضا متابعة نشاط المعارضة التونسية، وخاصة منها المناوئة لعملية السلام مع إسرائيل، إلى جانب الحفاظ على مصالح الطائفة اليهودية في تونس والجزائر وليبيا .
وأشارت إلى أن جهاز "الموساد" الإسرائيلي "نجح في إحداث قلاقل بتونس قبل الثورة وبعدها، وذلك بهدف تعطيل أية خطوة لإقامة تحالفات إستراتيجية مع أطراف تعتبرها إسرائيل وأميركا خارجة عن بيت الطاعة ".
ولم ترتبط تونس في السابق بعلاقات ديبلوماسية مع اسرائيل لكنها احتفظت في فترات مختلفة بمكتب اتصال بالدولة العبرية كما أن أنباء كانت تفيد عن وجود اتصالات سرية في أعلى مستوى في ظل النظام السابق بين مسؤولي البلدين وعن تعاون استخباراتي يستهدف أساسا نشاط الحركات الإسلامية في المنطقة.
ومؤخرا أوضح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في تصريحات صحفية أنه لن يكون هناك علاقات بين تونس واسرائيل وذلك على الرغم من الضغوط التي تتعرض لها تونس من قبل الدول الغربية في هذا الخصوص، على حد قوله.يذكر أن جهاز "الموساد" الذي تأسس في 13 ديسمبر من العام 1949، هو الذراع الإستخباراتي لدولة إسرائيل، حيث تتمحور مهامه حول التجسس وجمع المعلومات، وتنفيذ عمليات سرية في الخارج منها عمليات إغتيال ذهب ضحيتها العديد من القيادات الفلسطينية والعلماء العرب والأجانب .
المصدر