بعد الاستقالات المعلنة من حزب التكتل لمسؤولين ومنخرطين من جامعة تونس التي شغلت الراي العام طيلة اليومين الماضيين، ها ان موجة جديدة من الاستقالات من نفس الحزب جاءت لتؤكد حالة عدم الثقة وفقدان التواصل بين الهيئة المركزية للحزب ومنخرطيه والمسؤولين عن الفروع والمكاتب الجهوية..
وجاءت بيانات الاستقالة التي تحمل امضاءات 29 بين مسؤولين ومنخرطين، (كتاب عامون، اعضاء فروع، مديرو واعضاء حملات انتخابية ومرشحو قائمات ومنخرطون..) من بعض فروع حزب التكتل في جهة ولاية بن عروس، وهي فروع رادس، والزهراء، وفوشانة..
فقد وقع على بيان الاستقالة من فرع رادس خمسة مسؤولين، وثمانية منخرطين، في حين استقال من فرع الزهراء 13 عضوا، واستقال ثلاثة اعضاء من فرع الحزب بفوشانة..
وبرر المستقيلون من حزب التكتل في بيانات أن استقالاتهم جاءت نتيجة ما اسموه انعدام الديمقراطية داخل الحزب واستعمال القيادة لأسلوب فوقي في التعامل مع مناضلي الحزب واعتماد سياسة التهميش والاقصاء ومنع كوادر الحزب من الادلاء بآرائهم في المسائل الجوهرية وحتى الفرعية التي تهم الحزب وخاصة الوضع في البلاد عامة. كما اتهم المستقليون قيادة الحزب ب"فشلها" في ادارة المرحلة وارتكاب اخطاء جوهرية في المفاوضات التي تخص الائتلاف الحكومي وعجزها عن تفعيل موقع ودور الكتلة النيابية داخل المجلس التأسيسي."
فضلا عن "انحراف الخط الرسمي للتكتل عن المبادئ والقيم التي دفعت فئات واسعة من الشعب الالتحاق بصفوفه، وعجز القيادة في تشريك الجهات الداخلية واعطاء المكانة اللائقة بالشباب في تحديد الخيارات وبلورة التصورات المستقبلية للحزب"، على حد تعبيرها.
مجلس وطني
جدير بالذكر أن حزب التكتل من أجل العمل والحريات يعقد اليوم الأحد مجلسه الوطني.والاستقالات المعلنة من الحزب ستلقي بظلالها على اجتماع المجلس خاصة ان تصريحات وتصريحات مضادة سبقت الاجتماع على خلفية اتهام احد اعضاء المكتب السياسي بوقوفه وراء الاستقالات، وذلك بين محمد بنور الناطق الرسمي باسم الحزب من جهة، وبين خميس قسيلة عضو المجلس عن التكتل من جهة اخرى اذ اتهم بنور قسيلة بالسعي لحث بعض المنخرطين والمسؤولين على تقديم استقالاتهم. كما سيكون اجتماع المجلس الوطني لحزب التكتل محطة تقييمية لعمله واستراتجيته لتحديد تصوراته في ما يتعلق بصياغة الدستور الجديد.. نقاشات ساخنة منتظرة في اجتماع المجلس وقرارت منتظرة في الأفق..خاصة في ما يتعلق بتحديد توجهات التكتليين وموعد مؤتمر الحزب المقبل..