مع اقتراب الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف يلتفت التونسي رغم مشاكله الاجتماعية الى «الزقوقو».. متسائلا حول الأسعار وحول مدى تأثر أشجار وغابات «الزقوقو» بالحرائق في فترة ما بعد الثورة.
«الشروق» طرحت الموضوع على مصادر من وزارة التجارة.. وحاولت معرفة مدى توفر الصابة هذا العام، ومعرفة أسباب ارتفاع أسعار المكسرات.
الأكيد ان التونسي المنزعج من ارتفاع أسعار قفته وعدم قدرته على ملاحقة حاجياته اليومية هو نفسه الذي يحاول أن يلبي طقوس كل مناسبة بما في ذلك اقتناء «حاجيات» ذكرى المولد النبوي الشريف. ويقول السيد الحبيب الديماسي (مدير بوزارة التجارة) انه تمت ملاحظة تراجع اقتناء التونسي لمادة «الزڤوڤو» في السنوات الماضية حيث عادت الأسرة التونسية الى العصيدة البيضاء، ورغم ذلك فإن الاستعدادات موجودة لتلبية حاجيات فئة من التونسيين في هذه الفترة.
حرائق... وصابة
كثيرون تخوّفوا هذا العام من تأثير حرائق غابات «الزڤوڤو» بعد الثورة على صابة هذا العام، لكن مصادرنا من وزارة الفلاحة ووزارة التجارة أكدت انه لا خوف على صابة «الزڤوڤو» وان الانتاج متوفر. وأفادنا السيد الحبيب الديماسي ان صابة هذا العام من «الزڤوڤو» تقدر بحوالي 300 طن، وأن الكميات متوفرة. ويتم أحيانا جلب كميات اضافية من «الزڤوڤو» من غابات الشقيقة الجزائر وهو ما يدعم المنتوج في تونس.
من جهة أخرى يبدو ان عملية تجميع «الزڤوڤو» قد طرأت عليها بعض «الفوضى» بعد ان قام عدد من المواطنين بجني هذه المادة دون الحصول على التراخيص القانونية والمعروفة.
عموما تمت عملية التجميع دون اي تأثر بالعوامل المناخية وبالحرائق التي نشبت بالغابات في فترة ما بعد الثورة.. وتؤكد المصادر ان الصابة متوفرة.
أسعار من نار
جولة بين المكسرات من لوز وبندق وفسدق، أشارت لافتاتها الى ارتفاع أسعارها. وتراوح سعر اللوز بين 12 و17 دينارا، و «الزڤوڤو» 12 دينارا والبوفريوة 10 دنانير، هي مكسّرات لطالما أقبل عليها التونسي تلبية لحاجيات تحضير آنية «الزڤوڤو» لكن أسعارها كسّرت بخاطر المستهلك. وتقول السيدة فاطمة (ربة منزل) انها ستنتظر نزول هذه الأسعار او ستكتفي باقتناء ما تيسر «على العادة»... أما العصيدة البيضاء فهي القاعدة التي لا تستغني عنها.. وعبّر عدد من المواطنين عن تذمّرهم من ارتفاع الأسعار الكاوية والحارقة.
أما منال (موظفة) فتقول انها تعوّدت على صنع عصيدة «البوفريوة»، فيما لا تستغني على زيارة والدتها صبيحة المولد النبوي لتقاسم وجبة العصيدة البيضاء... وتناول الفطائر الساخنة.
وبينت مصادر من وزارة التجارة ان المكسّرات متوفرة وكذا العرض، لكن المراقبة الاقتصادية قد تلعب دورا في لجم أجنحة الأسعار المتصاعدة.
وتوقعت مصادر مطلعة تراجع أسعار «الزڤوڤو» في الفترة المقبلة خاصة مع توفر الصابة والعرض ليبقى المتحكم الاول في الأسعار عنصرا العرض والطالب في السوق وابتعاد المحتكرين عن المتاجرة بمناسبات التونسي.