يقتحم المنتخب الوطني اليوم المغامرة الافريقية بمواجهة منافس من الحجم الثقيل ينازعه بجدية لا على تجاوز المرحلة الاولى لـ"الكان" بنجاح فقط وانما على التاج الافريقي ونعني به طبعا المنتخب المغربي. شاءت القرعة ان تضع منتخبنا في مجموعة اطرافها منتخبات ذات بال وهي علاوة على المغرب هناك منتخب البلد المنظم الغابون وايضا منتخب النيجر الذي ازاح بطل الدورة الماضية مصر ثم جنوب افريقيا.
فالمنتخب المغربي ازاح نظيره الجزائري واصبح يمثل المنتخب الذي يقرأ له الف حساب لما يضمه من عناصر محترفة ذات مهارات عالية مثل شماخ، بالهندة، العربي اضافة الى دهاء المدرب الان جيرار الذي كون فريقه على اسس صحيحة خلال سنة كاملة ونجح في التوفيق في مختلف الاراء وازال الجليد الذي ميز علاقات بعض النجوم المغامرة ودعوة عناصر ثابتة سرعان ما برهنت عن مواهبها العريضة.
ذاك هو المنتخب المغربي الذي سنواجهه اليوم في اول مباراة لنا في هذه "الكان" بالغابون.
المنتخب التونسي تجاوز بنجاح المرحلة العصيبة التي مر بها ونجح في تكذيب الاحكام المسبقة وانتزع ترشحه في اخر لحظة ليمضي قدما في تحضيراته باشراف الممرن الوطني سامي الطرابلسي من اجل النجاح في هذه المغامرة يماثل نجاح منتخب "الشان" الذي توج عن جدارة واستحقاق.
هذا الدافع المعنوي الذي تغذيه رغبة جيل الثورة في انجاح مهمة كروية راقية تعيد الابتسامة والفرحة للتونسيين عامة - هو الذي يعول عليه منتخبنا اليوم لتحدي الصعاب وتجاوز عقبة المنتخب المغربي.
فالمنتخب التونسي يملك والحق يقال عناصر ممتازة للغاية تشكل حجر الزاوية في القطاعات الثلاثة للميدان اضافة الى دفاع حصين وخط وسط يمكن ان يعانق النجاح خاصة بعودة ياسين الشيخاوي وتواجد يوسف المساكني وعادل الشاذلي في مستوى ممتاز لكن نقطة الاستفهام هي خط الهجوم فرغم تواجد عناصر في مستوى الشرميطي والعلاقي والدراجي وصابر خليفة وعصام جمعة فان هذا الخط لم يجد بعد نجاعته المطلوبة وربما التكامل المنتظر مع خط الوسط والدعم المؤمل من الظهيرين وعناصر المحور يمكن للمنتخب يجد نجاعته الهجومية.
الامل كل الامل هو اللعب بحذر وتركيز وبدقة في التمرير وتكامل بين العناصر لتوفيق المهارات الفردية وسط المجموعة وانجاح الخطوة الاولى على درب "الكان".