وصف الحبيب الكزدغلي عميد كلية الآداب بمنوبة الأجواء داخل أسوار الجامعة يوم أمس بالمتوترة مؤكدا في تصريح لـ "الصباح" أن اعتصام السلفيين داخل مقر الجامعة لا يزال قائم الذات وتحديدا في بهو مدرج ابن خلدون بعد أن كان في العمادة.
وأورد العميد أن سير الدروس العادية قد تعطل خلال الأيام الأولى من الأسبوع (اثنين,ثلاثاء وأربعاء) حيث شهد يوم الاثنين 8 حالات تعطيل للدروس في حين شهدت باقي الأيام 6 حالات تعطيل مشيرا الى أن تواصل الاعتصام يمثل تهديدا لنسق سير الدروس التي تبقى غير مؤمنة في ظل تواصل اعتصام الطلبة الملتحين.
وأضاف الكزدغلي:"أن مجموعة السلفيين البالغ عددها ما يقارب الـ 20 شخصا تمارس تدخلها عبر ملاحقة كل طالبة منقبة تنشد الالتحاق بقاعة الدرس لرصد مختلف ردود فعل الأساتذة مستعملين آلات التصوير قصد تسجيل مواقف الأساتذة.
ولئن غاب الاحتكاك بين المجموعة السلفية وباقي الطلبة وفقا لما أكده العميد فان الدروس التي يؤمنها الأساتذة كانت تؤمن وسط أجواء متوترة من ذلك مضخمات الصوت التي تردد أغاني دينية وخطبا تحريضية فضلا عن اللافتات التي ترفع باستمرار".
وكان العميد قد أعلن في وقت سابق على أمواج إحدى الإذاعات الخاصة أن إمكانية اللجوء الى سنة بيضاء وارد وهو ما لم يفنده العميد لـ"الصباح" مبينا انه إذا كان الأمر سيستوجب كل مرة مغادرة الأستاذ لقاعة الدروس لن يكون الطلبة جاهزين للامتحانات المزمع إجراؤها في يوم 24 من هذا الشهر خاصة أن الاعتصام يشكل ضغطا وتهديدا لسير الدروس التي تعذرأن تدور في أجواء هادئة كما أنها تبقى مهددة بالانقطاع في أي وقت".
وأضاف الكزدغلي انه رغم ضبط المجلس العلمي لتواريخ الامتحانات الا ان الجميع يعيش حالة ترقب من أي طارئ قد يحدث، وتبقى مواعيد الامتحانات في خطر.
وفي ذات السياق اضطر الطاهر المناعي (نائب العميد وأستاذ متخصص في الحضارة) الى قطع سير الدروس يوم أمس وأول أمس إذ فوجئ بإحدى طالباته التي ارتدت النقاب مباشرة بعد عطلة الشتاء تريد أن تلتحق بالدرس رافضة رفضا قاطعا الامتثال الى القوانين الداخلية للكلية التي تقضي بكشف الوجه.
وأضاف أنها خاطبته قائلة:" أعمل أش تحب" عندما اخبرها أن رفضها الامتثال للقوانين الداخلية يعتبر عصيان أوامر يؤشر لإحالتها على مجلس التأديب.
وأضاف المناعي أن الطالبة ترافقها مجموعة من الطلبة الملتحين من داخل وخارج الكلية يلتقطون ما يدور بواسطة آلات التصوير والهواتف الجوالة.
وأشار في نفس السياق الى أن باقي الطلبة التمسوا مرارا وتكرارا من زميلتهم المنتقبة تركهم يتلقون الدرس ووصل هذا الالتماس حد البكاء من قبل بعض الطالبات (خاصة اللائي فاتهن الدرس على امتداد يومين) لكن دون جدوى علما أن الطلبة لم يحاولوا التدخل خشية من المجموعة السلفية.
وأورد نائب العميد انه يقابل التوتر الذي تعيشه الجامعة صمت مريب من قبل سلطة الإشراف التي ليست عاجزة عن التدخل وإنما ينم موقفها عن تواطؤ مشيرا الى أن كلية الآداب بمنوبة مستهدفة والسلطة غير عابئة بإرادة المجلس العلمي التي تبقى إرادة نابعة عن قناعات راسخة.