الترجي الرياضي : غضب "المؤدب " لا يمكن أن يتحول إلى رغبة في الرحيل... بقاء "معلول " لتجنيب المسؤولين مشكل البحث عن مدرب...والغاية من التعزيزات القضاء على دلال بعض اللاعبين

من
كان يتصور أن المشاركة في مونديال الأندية باليابان يمكن أن تتحول من فرحة
بالتتويج الغالي بأمجد الكؤوس الإفريقية إلى أزمة تلقي بظلالها على مكونات
الفريق والأسس التي بناها لبلوغ الهدف المنشود... فبالإضافة إلى الهزيمتين
اللتين مني بهما الترجي الرياضي في ناغويا فإن مخلفات المونديال بلغت غضب
رئيس النادي من تصرفات " همجية " من بعض الأحباء وتردد مدرب الفريق بين
البقاء والرحيل وخلافات في صلب المجموعة سواء بين اللاعبين أنفسهم من خلال
خلافات وصلت إلى حد الإتهامات بأشياء لم يتعود عليها الترجي الرياضي داخل
مجموعته كالتقرب للمدرب او غيره أو بين الإطار الفني وبعض العناصر
الأساسية والتي برزت في طريقة الإحتجاج عن الإختيارات الفنية والتغييرات
وهو أمر لا يليق بفريق في حجم الترجي الرياضي أو كذلك بين المدرب وبعض
المرافقين الذين أراد البعض منهم حشر أنوفهم في الأمور الفنية وتدخلوا
لمطالبته بتشريك زيد أو عمرو في اللقاء الثاني ضد مونتيري مما جعل نبيل
معلول يتصرف معهم بكل حدة لوضعهم في مكانهم الحقيقي ...

كل هذه الأمور الغريبة عن الأحمر والأصفر تفسر حقيقة النتائج التي سجلها
الفريق في المونديال وكذلك عدم التعامل الجيد مع التتويج القاري الذي سمح
على ما يبدو للبعض بتجاوز حدودهم.

جزاء سنمار

هذا المثل ينطبق فعلا على رئيس النادي حمدي المؤدب الذي يعتبر صانع نجاح
فريق باب سويقة رقم واحد من خلال توفير كل ممهدات التألق في المغامرت
الإفريقية والتضحية بأموال طائلة شكلت أحد الأسباب الرئيسية لتتويج الأحمر
والأصفر وتحقيقه الهدف الذي كانت تحلم به كل العائلة الترجية... صحيح أن
الإطار الفني قام بدوره في الإستعداد الجيد لكل المقابلات وصحيح أيضا أن
اللاعبين أدوا واجبهم على الميدان لكن الأكيد كذلك أن ممهدات النجاح التي
وفرها المؤدب هي التي سمحت للمجموعة بالعمل في أحسن الظروف دون الإنشغال
بأي شيء آخر... " فالمال قوام الأعمال " ولا يمكن بلوغ الأهداف في كرة
القدم دون إمكانيات وهذا ما أنجزه رئيس النادي من خلال تضحيات كبيرة يصعب
توفيرها في هذه الفترة...

هذه الإضافة من الرجل الأول في الترجي الرياضي تناساها مع الأسف الشديد
بعض الأحباء الذين تصرفوا بكثير من الهمجية وعدم المسؤولية مع حمدي المؤدب
في اليابان من خلال مطالبته بمصاريف إقامتهم وبتذاكر الدخول إلى الملعب
بطريقة غير لائقة بالمرة لم يقبلها المعني بالأمر وغضب منها كثيرا الشيء
الذي أجبره على التخلف عن مباراة فريقه وهو شيء لم يفعله أبدا مما يفسر
استياءه وامتعاضه مما حصل...

غضب المؤدب جعله يفكر بجدية في الرحيل عن الترجي الرياضي بل هو أعلن ذلك
للمقربين منه وما يأمله الترجيون الحقيقيون هو أن هذه الفكرة راودته في
حالة غضب وسيتغير رأيه بعد أن يزول الإنفعال خصوصا وأن الكأس الإفريقية
الممتازة والمحافظة على كأس رابطة الأبطال الإفريقية هما هدفا المؤدب
حاليا وقد يحملانه على مواصلة المهمة....

حمدي المؤدب – ونقول ذلك بكل تجرد ومن باب إعطاء كل ذي حق حقه – هو الصانع
الرئيسي لنجاح الترجي الرياضي ويستحق بالتالي كل الإحترام من كل أحباء
النادي ولا يمكن لأي منهم أن يسمح لنفسه بتجاوز الحدود معه مع التأكيد هنا
على شيء هام أيضا وهو أن طريقة تعامل حمدي المؤدب مع بعض الأحباء لا بد أن
تتغير وتتراجع لفرض الإحترام بين أطراف النادي ورفض أي نوع من أنواع
التجاوزات.

الإستمرارية في العمل الفني...ووضع مصلحة الفريق قبل الطموحات الشخصية

الوضع الحالي للترجي الرياضي لا يتحمل تغييرا على أي مستوى من المستويات
سواء إداريا أو خاصة فنيا لأن المسؤولين لن يقدروا في الوقت الراهن على
تحمل مشاق البحث عن مدرب وهذا ما يضعه نبيل معلول في مقدمة اعتباراته من
خلال تأكيده دائما على أنه " ملك الترجي الرياضي " ولن يقرر بنفسه مسألة
رحيله أو بقائه في الفريق... مصلحة فريق باب سويقة تكمن الآن في
الإستمرارية على مستوى الإطار الفني قبل أي شيء آخر وهذه المصلحة تمر قبل
الأهداف الشخصية والطموحات والإنجازات الفردية... معلول فاز بالثنائي
وبرابطة الأبطال الإفريقية وهذا أقصى ما كان يطمح له شخصيا وهي تتويجات
من شأنها أن تقلص من طموحاته من جهة وأن تجعله يخيّر الخروج من الباب
الكبير من جهة أخرى لكن بالتوازي مع ذلك وبوصفه ابن النادي فإن تفكيره
يشمل أيضا مصلحة الترجي الرياضي وهو العنصر الذي يطمئن الأحباء ويجعلهم
متأكدين من بقاء مدربهم ومواصلته المهمة لأن أهداف الفريق لا تتوقف ولأن
تتويجا هاما ينتظره بعد شهرين وهو الكأس الإفريقية الممتازة إضافة إلى
التدارك في البطولة المحلية وهذه اهتمامات كل الأطراف بمن فيهم نبيل معلول
...على كل ولئن تتضارب الأخبار في هذا الموضوع فإن أحد المسؤولين البارزين
في الترجي الرياضي أكد لنا بقاء معلول في منصبه ناهيك وأن قرارا كهذا لا
يتخذ في 24 ساعة ولا بد من إعلام المسؤولين به قبل فترة لتمكينهم من الوقت
الكافي للبحث عن البديل، فالترجي الرياضي يستأنف نشاطه يوم 26 ديسمبر
الجاري ولا يمكن إعلان القرار يوم 25 .

الإنتدابات لبعث روح المنافسة النزيهة... والقضاء على الدلال

مسؤولو الترجي الرياضي واضحون في هدفهم من الإنتدابات التي يسعون إلى
القيام بها في المركاتو الشتوي ... هناك غاية فنية تكمن في تعزيز المجموعة
للقضاء على النقائص وتطوير آداء الفريق من خلال بعث روح المنافسة وبالتالي
بذل أكثر مجهودات لكسب رضاء الإطار الفني وهناك عامل انضباط يكمن في
القضاء على دلال بعض اللاعبين وإعادتهم إلى الجادة من خلال الشعور
بإمكانية الإستغناء عنهم وفقدان مكانهم في التشكيلة وهذا إيجابي ومفيد
للفريق...

إذن فإن التعزيزات التي سيقوم بها الترجيون خلال الأسابيع القليلة القادمة
حاسمة جدا وتشكل منعرج النجاح وبناء الفريق القادر على مواصلة النجاح
والتألق القاريين ولذلك فإن تركيز المسؤولين منصب على إبرام صفقات كبيرة
للاعبين " معلمية موش صناع " أي قادرون على افتكاك مكانهم في التشكيلة
بسرعة.