النّهي عن الاعتقاد بالتّنجيم وعن تعلّمه ومجالسة أهله.
المنجم أو المتنجم أو النجام في اللغة هو : من ينظر في النجوم بحسب مواقيتها وسيرها، ويستطلع من ذلك أحوال الكون، ويحاول معرفة الغيب، وهذا الجانب من علم النجوم (أي معرفة الغيب من التطلع إلى النجوم أو من حسبان حركاتها وأوقاتها) أنكره الإسلام، ونهى عنه، وكذلك فنّد «ابن خلدون» محاولات نفر من الناس معرفة الغيب من طريق النظر في النجوم، ومن غيره من الطرق، كاستعمال الرمل والفنجان وإذابة الرصاص... ثم عقد في مقدمته فصلا جعل عنوانه : «في إبطال صناعة النجوم وضعف مداركها وفساد غايتها» ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاعتقاد بالتنجيم وعن تعلمه ومجالسة أهله وكل ما له صلة بهم، أخرج مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مخبرا عن ربه : «... فأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب» وفي حديث أيضا للنبي صلى الله عليه وسلم أخرجه مسلم في صحيحه أنه قال : «لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر ـ أي نسيء ـ ولا نوء ولا غول».
صفوة القول : لقد حرم الإسلام التنجيم، قال الإمام علي كرم الله وجهه : «يا أيها الناس إياكم وتعلم النجوم إلا ما يهتدى به في بر أو بحر فإنها تدعو إلى الكهانة، المنجم كالكاهن، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر في النار».
ملاحظة : يجب على المسلم أن يتعلم من النجوم ما يستدل به على القبلة وأجزاء الليل والنهار، وما يهتدي به في ظلمات البر والبحر فيتعرف مواضعها من الفلك وأوقات طلوعها وغروبها، وهو مستحب لقوله تعالى : «وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر» (سورة الأنعام الآية 97).
وأما ما يخبر به المنجم ومن شابهه كقارئ الفنجان والرمال من الغيب فهو كذب، لا يحل لمسلم تصديقه، والذي ينبغي أن يعتقد في ما يصيبون فيه أنه على وجه الغالب نحو ما أخرجه مالك في الموطأ باب الاستمطار بالنجوم... عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «إذا أنشأت بحرية، ثم تشاءمت فتلك عين غدقة» فهذا تعيين ما يجب.